خصصت وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية، موضوع فيروس ” كورونا المستجد”وطرق الوقاية منه وتوجيهات للتعامل مع الوضع الحالي في خطبة الجمعة بمساجد المملكة. وشددت الخطبة التي عممتها الوزارة على كل مساجد المملكة، على أن من المقاصد العظمى لدين الإسلام أن يعيش المسلم في أمن وأمان واطمئنان مهما كانت الأحوال؛ ف”المؤمن يوقن يقينا جازما أن تدبير الكون كله بيد الله تعالى، وأنه عز وجل بيده وحده مقاليد السماوات والأرض، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وهذا التوجيه يوجب الحرص على القيام بالأسباب”. ونصحت الخطبة عموم المصلين أن انتشار فيروس “كورونا” المستجد، يستدعي من المؤمنين والمؤمنات اتخاذ كل أشكال الاحتياط والاحتراز دون أن يخلق في نفسيتهم الهلع والفزع، ما دامت تتخذ في مواجهة هذا الفيروس جملة من الإجراءات والتدابير لمعالجة المصابين به من جهة، وللحد من انتشاره من جهة أخرى. واعتبرت خطبة الجمعة، أنه وجب الحرص من المؤمنين اتخاذ اجراءات الوقاية وكذلك الاتصال بالجهات المختصة في حالة الشكوك بالاصابة اعتبارا أن انه في ” ديننا الحنيف خير الوصايا للوقاية من هذا المرض المستجد، من خلال ربط مفهوم النظافة بفكرة الطهارة التي دعا إليها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة تحقيقا لطهارة المسلم في روحه وبدنه وبيئته”. وأضافت :”مما ينبغي الحرص عليه الالتزام بقواعد النظافة العامة، من خلال إجراءات وقائية بسيطة تحمي من انتقال العدوى، ومن أبرزها اتباع النصائح الطبية الصادرة عن الجهات المختصة، وغسل اليدين بالماء والصابون والمعقمات بصفة متكررة، والتقليل من المصافحة باليدين، واجتناب السلام بالوجه، وتغطية الفم والأنف بالمرفق أو بمنديل ورقي في حالة العطس أو السعال، وتجنب التجمعات غير الضرورية والأماكن المزدحمة، ومراجعة الطبيب عند الحاجة، إلى غير ذلك مما ينبغي أن يكون ظاهرا في سلوك كل واحد منا، فلا يكون خائفا هلوعا فزعا، ولا يكون في المقابل متهورا يلقي بنفسه إلى التهلكة”. ونبهت الخطبة إلى عدم اتباع الشائعات والأخبار الزائفة، “التي قد تخلق نوعا من الارتباك بين الناس، إذا لا ينبغي أن يستقى الخبر بخصوص هذا الموضوع إلا من الجهات المختصة في مجال الصحة، إذ هي وحدها المؤهلة لإصدار بيانات في هذا الصدد، وهي وحدها كذلك المختصة في تتبع الحالات، واتخاذ ما يلزم من تدابير واحتياطات بعيدا عن أي تهويل أو ترويع”. وزادت في السياق ذاته: “قد ظهر في بعض وسائل التواصل من الزيف والتضليل الشيء الكثير، وليس من شأن المؤمن أن يتبع القيل والقال في هذه القضية على الخصوص، أو في غيرها من المواضيع والقضايا”. ومن الآثار السلبية التي تترتب عن هذه الشائعات، تورد الخطبة، الإقبال على تخزين السلع، مما يتيح الفرصة للمضاربين للتلاعب في الأسعار، ويحدث نقصا في السلع، مما يتضرر منه الناس جميعا، و”هذا كله سلوك مذموم ومخالف لتعالين دين الإسلام”. وختمت الوزارة الخطبة الموحدة بالتحذير من الوقوع في براثن المحتكرين للسلع والمضاربين، وقالت: “ونحن نأخذ الاحتياط لتجنب عدوى الفيروس يجب الحذر من أن يستغل من لا ضمير له مثل هذه الظروف والأحوال فيحتكر على الناس حاجاتهم من الأطعمة والأشربة والأدوية ووسائل النظافة، طمعا في أكل أموالهم بالباطل، فيقصد الربح حيث الخسارة المحضة، ويستغل أحوال الناس الضرورية للاستغناء، والحق عكس ذلك تماما، وهو عدم إثارة الخوف بالمضاربة والاحتكار الذي حرمه الإسلام لأنه يضيق على الناس، وذلك بادخار السلعة انتظارا للغلاء”.