أصبحت الجماعة الترابية لآيت عميرة، تعيش على وقع انفلاتات أمنية خطيرة، خلال الأونة الأخيرة، بحيث لن يمر يوم دون سماع وقوع اعتداء بغاية سلب ممتلكات وغيرها، التي يبقى مقترفوها عصابات عشّشت بالمنطقة، و تسببت في حالة خوف لازم لنفوس ساكنة الجماعة ورعب ساكن في قلوبهم. بين فينة وأخرى، تُصادف دورية للدرك الملكي، تجوب الشارع الرئيسي الوحيد الذي يخترق الجماعة، وتُحسُّ بأنك في مأمن ولا أحد قد يتجرأ على الإعتداء عليك لدوافع مختلفة، غير أن المواطن حينما يتوغل في الأحياء و الدواوير، يزداد عنده حجم الإحساس بالخطر، ما يؤكد أنه كلما ابتعد قاطن أيت عميرة أو زائرها على حد سواء، عن الشارع الرئيسي، يُصبح أكثر عرضة للتعرض لمكروه. و يظهر جليّا أنه من غير الطبيعي أن تبلغ الكثافة السكانية بجماعة آيت عميرة، ما يفوق 80 ألف نسمة و لايؤمنهم سوى أقل من 20 دركيا فقط، ما يجعله أمرا مثيرا للإستغراب، بل مثيرا للدهشة في نفس الوقت، نظرا لحجم الكثافة السكانية العالية و عدد العناصر الأمنية الغير الكافية. فالإنفلات الأمني، الذي أضحت تعيشه جماعة أيت عميرة، وتردي الأوضاع الأمنية بالمنطقة، جعل الناس يدقون ناقوس الخطر؛ فما إن يحلّ الظلام، حتى يتسارع المواطنون إلى قصد بيوتهم، مخافة التعرض لمكروه، نظرا لما يأتي إلى مسامعهم كل يوم عن تعرض شخص ما للسرقة أو اعتداء شنيع، أو اعتراض سبيل شخص آخر وسلبه مابحوزته تحت التهديد بالأسلحة البيضاء بمختلف أشكالها، من قبل أفراد عصابات، كلُّ ذلك جعلهم يقصدون منازلهم مبكرا، بشكل اضطراري؛ ومنهم من يعود إلى مسكنه قبل مغيب الشمس، تجنبا أن يُصبح الضحية التالية، لهؤلاء. "لو أردتُ الخروج خلال الليل بغرض اقتناء ما أحتاجه، لابد أن أكون حذراً جيداً حتى لا أفاجأ بقُطَّاع الطرق الذي يكونون ملثمين غالبًا"، يقول أحد المواطنين ممن استقت جريدة اشتوكة بريس أراءهم، حول تردي الأوضاع الأمنية و انتشار الإجرام بمنطقة آيت عميرة، مُعربًا عن تخوفه لما سيؤول إليه هذا الوضع في حالة إذا لم يكن هناك أي تدخل عاجل من قبل الجهات المعنية بهذا الموضوع. وضع مؤرق يستدعي من مختلف السلطات الأمنية تكثيف الجهود والقيام بحملات تمشيطية واسعة النطاق، بُغية توقيف المشبوهين و المبحوث عنهم الذين يتخدون جماعة آيت عميرة، كمخبأ آمن لهم في ظلّ قلة الموارد البشرية في مركز الدرك وتعدّد المهام لدى عناصره، ما جعل المواطنين يُكابدون معاناة مريرة مع انتشار مُحترفي “الكريساج”.