"الصمايم" هي من الموروث الثقافي الشفوي للمغاربة، وهو من تقسيمات السنة الفلاحية، وفي أعراف التوزيع الفلكي للمنازل الفلاحية فالصمايم هي أسخن فترة في السنة وبحرارتها الاستثنائية المتصاعدة حيث تتعرض مياه الأبار للجفاف. ونجد المثل الشعبي المتوراث «خروج الليالي نعايم خروج الصمايم نقايم» يؤكد على أن موسم الليالي المراد بها فترة البرد القارس بفبراير غالبا ما تتزامن مع التساقطات المطرية المهمة التي تنسي الانسان ما عاناه من برودة في حين أن حر الصمايم لا يقاوم ولا يليه إلا الجفاف والإرهاق الناتج عن أشعة شمس حارقة متعامدة مع الأرض. كما أن حرارة الصمايم تساعد على إنضاج التمور تمهيدا لعملية الجني بنهاية الخريف. ويقال إن حر الصمايم في غشت هو الذي ينضج وسط فاكهة التين الذي يتزامن نضجه مع نهاية العشرين اليوم الثانية من الصمائم ويعمد الفلاحون من سكان البوادي الى الاعتكاف بمنازلهم خلال هذه الفترة اتقاء للقيظ مستغلينها كفترة للراحة السنوية التي تقل بها الانشطة الفلاحية وتستريح التربة وتمكث قطعان المواشي في بيادرها.