يعرف سوق التمور بحي عمر بن الخطاب (درب ميلا سابقا) بالدار البيضاء ككل رمضان، حركة دؤوبة وإقبالا متزايدا من قبل المواطنين، بالرغم من ارتفاع أسعار بعض أنواع التمور المعروضة. قال أمين التجار عبد السلام فتح الله إن سوق عمر بن الخطاب تأتي إليه التمور من أغلب مدن الجنوب، إما عبر تجار مزارعين، أو إرساليات تبعث بها إليهم عائلاتهم و أقاربهم، و أشار عبد السلام في تصريح لـالتجديد أن التمور التي تباع بالسوق تتميز بالجودة العالية، لكن ثمنها هذه السنة مرتفع نسبيا بسبب عدم تزامن نضج التمور مع هذا الشهر الكريم، مضيفا، أن الأثمنة تختلف باختلاف الأنواع، ف التكلة مثلا يصل ثمنه إلى 30 درهما ، في حين يتجاوز ثمن الجهل 40 درهما و دكلة ارتفع ثمنه من 10 دراهم إلى 15 درهما ، بينما لا يتجاوز الزهدي 11 درهما ، مما يجعله مناسبا للمواطنين من ذوي الدخل المحدود . ومن جهته، يروي الحاج البشير أحد تجار السوق الذي دخله سنة 1968 ، أن سوق التمور الرئيسي في المغرب كان بمدينة مراكش، قبل أن ينتقل إلى مدينة البيضاء، وأصبح مع مرور الوقت إلى سوق تشد إليه الرحال من خارج الوطن، ومن أشهر التمور التي تجلب إلى السوق المذكور ـ حسب الحاج ـ التمور التي تأتي من الجنوب المغربي، من أبرزها المجهول والخلط وفيه أكثر من مائة نوع ، والفقوس و بوستحمي و بسكري و يران ، و إكلان ومكيت وأكلي وسبع سلطان والعصيان وسير التمر و براز و أحرضان ، وتجلب هذه التمور من مدن مثل ورززات و زاكورة و أكدز ومحاميد الغزلان والرشيدية . وبالإضافة إلى التجار المهنيين، يوجد بالسوق تجار مزارعين أكدوا لـ التجديدّ، أن إنتاج التمور عرف في السنوات الأخيرة تراجعا ملحوظا، بسبب اختلاف الأمراض، والجفاف وتحويل مجاري واد درعة إلى جهات معينة، بسبب ما وصفوه بالمحسوبية والزبونية. تعد المنافسة شديدة بين التمور المغربية والتمور المستوردة ، خاصة التمور العراقية والإماراتية والجزائرية والتونسية والتي بلغت كمياتها إلى حدود شهر يونيو 23599 ,2008 طن، غير أن المستهلكين المغاربة لا زالوا يفضلون التمور المغربية على غيرها حسب التجار. وللإشارة، يعرف السوق المذكور اكتظاظا شديدا، مما يتسبب في حدوث الفوضى، مما يتيح المجال إلى المنحرفين واللصوص الذين يتصيدون غفلة التجار والمشترين رغم دوريات الأمن.