أكد المدير التنفيذي للمرصد الوطني لحقوق الطفل، مصطفى دانيال، أمس الجمعة بالرباط، أن تشعب وتنامي ظاهرة العنف الممارس ضد الأطفال بمختلف أشكاله باتت تستوجب وضع استراتيجية مندمجة تعتمد مقاربة تشاركية ينخرط فيها جميع المتدخلين من قطاعات حكومية ومؤسسات وطنية ومجتمع مدني وخبراء. وأوضح دانيال في كلمة خلال اللقاء، الذي نظمه المرصد بمشاركة شبكة من المحامين لتدارس نتائج المرحلة التمهيدية للبرنامج الوطني للاستماع والتبليغ والدفاع عن الأطفال ضحايا العنف والاستغلال والإهمال الذي اعطت انطلاقته الأميرة للا مريم خلال المؤتمر الوطني لحقوق الطفل المنعقد في نونبر الماضي بمراكش، أن المحامين يضطلعون بدور محوري في الارتقاء بحقوق الطفل بمختلف المدن والجهات، مشددا على أن المركز يحرص، لأجل ذلك، على مد هؤلاء المحامين بمختلف الأدوات والآليات الجديدة المتوفرة لديه في مجال الاستماع والتبليغ عن حالات انتهاكات حقوق الأطفال وتتبعها. وأشار إلى أن المركز يراهن على هؤلاء المحامين الذين انخرطوا بشكل تطوعي في إطار شبكة وطنية، تضم حاليا نحو 80 محاميا، من أجل الدفاع ومتابعة حالات الأطفال ضحايا العنف، لا سيما على ضوء تنامي ظاهرة أطفال الشوارع، التي تسائل على السواء الأسرة والقطاعات الحكومية والمجتمع المدني. وشدد على أن المرحلة التمهيدية لهذا البرنامج التي دامت حوالي ستة أشهر، شهدت تسجيل حوالي 30000 اتصال وتتبع أكثر من 700 ملف، 38 في المائة منها تتعلق بالاعتداء الجسدي والنفسي، و26 في المائة تخص الاعتداء الجنسي، و19 في المائة تهم حالات الإهمال، و17 في المائة تتعلق بالمساعدات. وذكر ذات المصدر بأن البرنامج الوطني للاستماع والتبليغ والدفاع عن الأطفال ضحايا العنف والاستغلال والإهمال يسعى بشكل أساسي لتحسيس الأطفال والآباء والأمهات بأهمية حماية هذه الفئة من الأطفال، على اعتبار أن ذلك يبقى مسؤولية تقع على عاتق كل أفراد المجتمع، لافتا أن المرصد الوطني عمل، بتعاون مع خبراء من الأممالمتحدة، على وضع منصة إلكترونية متطورة تمكن من استقبال الشكايات وتتبع مسارها مع كل المتدخلين. كما أطلق المرصد، يضيف دانيال، الموقع الالكتروني 2511.ما وفتح إمكانية التواصل بالصوت والصورة عبر تطبيق السكايب قصد التواصل المباشر مع الاطفال الضحايا أو الشهود في أي وقت، داخل المغرب وخارجه، علاوة على تخصيص الرقم المختصر 2511 من أجل تعزيز الرقم الأخضر 080000251 حول ذات الموضوع. من جهته، اعتبر المحامي عبد الكبير طبيح أن مساهمة المحامين أن مساهمة شبكة المحامين المعنية بمواكبة ظاهرة العنف ضد الأطفال ستكرس الدور الهام الذي يقوم به المرصد الوطني لحقوق الطفل من أجل حماية هؤلاء الأطفال من مختلف مظاهر العنف والاستغلال سواء بالوسط الأسري أو خارجه. وأضاف أنه بفضل الدينامية التي يعرفها المغرب في مجال تطويق العنف ضد الأطفال، لم تعد هذه الظاهرة تدخل ضمن الطابوهات المجتمعية، موضحا أن المرصد يتجه للترافع عن "جيل جديد من حقوق الأطفال" سواء في شقها الأسري أو القضائي. يشار إلى أن أشغال هذا اللقاء تواصلت بإلقاء عدة مداخلات همت على الخصوص "العمل الميداني للمساعدات الاجتماعية" وتقييم المرحلة التمهيدية، وتحديد برنامج عمل المرحلة المقبلة والترتيبات اللازمة لحسن تنفيذه.