وسط استغراب زائري بني بوزرة و أمام صدمة ساكنة الجماعة ، يعيد التاريخ إنتاج نفس الأسطوانة التي استهلكت حلقاتها في العقود السالفة ، مخلفة تخلفا فضيعا و حصارا محكما و فقرا مدقعا ، لا لسبب يذكر سوى لأن السيد الرئيس الحالي و بدافع و خلفيات لم يكشف عن فحواها بشكل واضح أراد لهذه الجماعة أن تظل محكومة بعقلية بائدة نام عليها الدهر و شخر . كيف ذلك ؟ منذ سنوات و ساكنة بني بوزرة تستنجد بالسيد العامل و تستنجد بوسائل الإعلام ، لعلها تجد من ينفس عنها كربها و يحفظ لها ماء وجهها بين الجماعات ، بحيث لا الخصوصيات و المؤهلات الطبيعية و البشرية تم توظيفها و استثمارها بشكل عقلاني في تنمية محلية حقيقية ، و لا مجلس جماعة استطاع أن يظهر بالملموس للرأي العام و لعامة الساكنة بأن له إرادة صادقة على الفعل و الإنجاز و تلبية مطالب الساكنة الملحة ، بدليل ما لمسه المواطن من غياب شبه كلي إلا في الخاتم و التوقيع عن تدبير الشأن العام البزراتي و كسب رهان المرحلة . و لا يقف الأمر عند هذا الحد فقط ، بل تعداه إلى أن أصبح الرئيس حسب علمنا بالدلائل الملموسة محاطا ببيادق و سماسرة و مفسدين ، يكبلونه عن الحركة ، و يقومون بأفعال أقل ما يقال عنها بذات الجماعة أنها مستفزة لمشاعر الساكنة و مهينة لكرامتهم ، و حائلة بينهم و بين ما كانوا يطمحون إليه ، فلما يريد المواطن أن يقصد مكتب الرئيس لمشاورته في موضوع مهم يخصه و يخص الجماعة ككل ، يعترض طريقه كائن من هذه الكائنات الضارة ، فيثنونه عن التصريح بمطلبه مباشرة ثم يبرد و يعود من حيث أتى ، ليتسنى لهم العناصر الضارة العبث بملفات الناس و ابتزاز أصحابها بغية الحصول على "الفتات" ، في غفلة تامة من السيد الرئيس ، و لو أردنا الاستدلال بنماذج من هذه السلوكات لتطلب منا الأمر الدعوة لتنظيم ندوة خاصة بذلك ، يكفلها القانون في إطار شفافية تدبير الشأن العام و الانفتاح على المجتمع لتسليط الضوء على الغموض الذي يكتنب تدبير شؤون بني بوزرة .
هل من مخرج ؟ في مطلع الفترة الولائية للسيد الرئيس الجديد ، توقف تطلع ساكنة جماعة بني بوزرة لغد أفضل و لتحقيق تنمية طالما انتظرتها الساكنة على أحر من جمر ، بحيث كانت قد صدقت الوعود ، و دعمت السيد برهون دعما مشروطا بأن ينفذ للساكنة ما عليه من تعهدات و ما تتطلبه الجماعة من مرافق و فرص شغل و مشاريع ، لتصطدم آمالها بصخرة خطيرة قاتلة حتى يثبت العكس تجلت بالخصوص في صورة الطريقة المتذبذبة و المضطربة التي تدبر بها شؤون الجماعة جراء هيمنة عناصر لا تفقه في السياسة التدبيرية شيئا ، و جراء الغياب شبه الكلي للسيد الرئيس في التجاوب الميداني مع الساكنة و الإنصات المباشر لمعاناتها . صحيح ، يقول فيسبوكيون بأن السيد الرئيس يفتقد للكاريزما القيادية ، التي تمكنه من تدبير ميداني عقلاني لشؤون الجماعة ، "كاريزما" تطرد عنه الكائنات الضارة و تحجمها ، و تحصنه من تدخل القائد و الدائرة بل و حتى العامل ، في طريقة تسييره للشأن المحلي لجماعته ذات الموقع الاستراتيجي الجذاب و المؤهلات الطبيعية و البشرية المهمة ، كذلك هذا ما استنتجه حركيون متتبعين للشأن العام بتيكيساس الصيف الحالي .