أكّد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن “واجب الحكومات هو توفير الأمن وحماية الحريات، أما قتل المحتجين أو الاعتداء عليهم فجريمة كبرى تستحق لعنة الله وغضبه وعذابه العظيم في الدنيا والآخرة”. وأضاف الاتحاد، في بيان أصدره يوم الأحد 01 دجنبر، أن “حق الشعوب في التظاهر السلمي والمطالبة بحقوقها وبمعاقبة الفاسدين ثابت شرعا وأن حمايتهم فريضة شرعية”. الاتحاد الذي يترأسه حاليا العالم المغربي أحمد الريسوني اعتبر أن “العلة الجامعة لما يحدث في العراق، ولبنان، وإيران، والجزائر وغيرها هي الفساد الكبير طوال عقود طويلة أدت الى إفقار الشعوب وإذلالها، وفقدانها لأبسط مقومات الحياة الكريمة”. و استنكر الاتحاد ما يحدث للمتظاهرين حيث استعمل ضدهم الرصاص الحي، والقوة المفرطة والغازات السامة، مما أدى إلى استشهاد عدد كبير منهم، وتابع بقوله أن “عدد القتلى في مظاهرات العراق بلغ حتى الآن 425، والجرحى في حدود 16 ألفا، بينهم 3 آلاف إعاقة جسدية، وكأنها حرب بين دولة وأخرى، فضلا عن اعتقال واختطاف عدد كبير”. و دعا بيان المنظمة الإسلامية إلى “إقامة الحكم الرشيد، ومحاربة الفساد بجميع أنواعه، وحماية الحريات العامة، وحقوق الشعوب وثرواتها المادية والمعنوية”، وشدد على أن “جريمة الفساد العام في الإسلام من أعظم الجرائم على الإطلاق، حتى ذكرها الله تعالى مع محاربة الله ورسوله، فقال تعالى (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)”. و حث الاتحاد الحكومات المعنية على “الاستجابة لمطالب شعوبها، بعيدًا عن الاعتداء أو التعنت والعلاج القمعي، الذي لا ينجح ولا يستمر حسب التجارب المشاهدة”، في حين دعا المتظاهرين إلى “عدم الانجرار إلى أي شكل من أشكال العنف أو الاعتداء على الممتلكات والمصالح العامة والخاصة؛ فهذا حرام لا يجوز ارتكابه”. و طالب الاتحاد الأمة وكذا المخلصين من السياسيين والمفكرين وغيرهم إلى “الوقوف مع الشعوب المنتفضة والمتظاهرة، للوصول إلى تحقيق مطالبهم العادلة وغاياتهم ومقاصدهم في الإصلاح والتنمية والعزة والكرامة، وإفشال مخططات الغدر والمكر والثورة المضادة لتطلعات الشعوب”. يذكر أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد تأسس سنة 2004، ويضم مجموعة من العلماء من بلدان العالم الإسلامي، ومن الأقليات والمجموعات الإسلامية خارجه.