الذي يثير الاستغراب حقا بجسد الصحافة المغربية بالوقت الراهن..العدد المتزايد من تنسيقيات و جمعيات و نقابات و..و...و...المدافعة كلها عن نفس النقط الواردة بالبيانات الواردة عن معظمها كنسخة مطابقة للاصل الا من تغييرات هنا و هناك حسب الاشخاص و المواقع. إن الاختلاف النوعي و الكيفي امر محمود..و تزايد عدد المنابر المدافعة عن متاعب اهل مهنة المتاعب ايضا امر صحي... فقط إذا انتهج هذا المسار من اجل غاية نبيلة و هادفة اسماع أصوات تغض الطرف عن سماعها و الاستجابة لمطالبها القانونية و الشرعية... أما اذا كان الغرض ضرب هذا بذاك و التسابق نحو الظهور و الواجهات و الإعداد لمناصب و الهرولة وجهة الكراسي... فلن يعتبر ذلك الا ضرب من تقسيم لن يزيد طينة التشردم إلا بلة..و بدل ان تتوحد الأصوات بصوت واحد كمخاطب للجهات المعنية..سينطلق الصوت من حناجر متعددة و يغدو خبط عشواء يختلط حابله بنابله و لن يتم تلقيه لان الاصوات المتكلمة بآن واحد لن تخلق الا الغوغائية و الضجيج و يوأد مضمونها و تصل الرسالة مبهمة و البرقية مشوهة. أما التوحد في اطار واسع فضفاض موحد لا مفرق مسؤول غير عابث شجاع غير منبطح اطار قانوني مبتعد كل البعد عن الأنانية و حب الذات و حادي حدو المصلحة العامة و الدفاع عن مبادئ الصحافة و ركائزها حينها تصل الرسالة قوية فعالة هادفة... فالمعني بالأمر او بمعنى أصح الجهة المسؤولة؛ كلما واجهت إطارا موحدا ناطقا باسم قاعدة مثينة مسؤولة منظمة موكلة امورها لناطق باسمها.. ستكون حينها أذنا صاغية مدبرة تلتمس الحكامة المواطنة لانزال حلول جديرة بالتوفيق بين المطالب و الالتزامات و الانزال المنصف. و قبل ذاك و ذاك على القاعدة ان تكون قدوة لرجالات الصحافة الوطنية و المواطنة ان لا يتركوا ثغرات يمكن ان تستند اليها الجهة المحاورة و اعتبارها معايير لتضييق الخناق و التأكيد على ضرورة العقلنة المحكمة لهذا المجال الجد حساس... و التفرق و السير بنهج التفرقة عبثية ذات حدين كما سبق الإشارة اليه..و طريقة تحرير المقالات الصحفية التي تبقى و للأسف دون المستوى بأخطائها اللغوية و الإملائية و التعبير الركيك الذي يجمع بين العربية الفصحى و الدارجة بعيدا عن اي توافق و انسجام...و كذلك ضرب الأحزمة لرجال الصحافة بعضهم بعضا اشخاصا او مواقع..و غيرها كثير مما يستوجب توقفا مسؤولا في إطار نقد ذاتي بناء و تفكير جماعي مسترسل..لننظف بيتنا للاحسن...قبل المطالبة بتقويم محيطه من طرف الاخرين.. إن مهنة المتاعب ستظل دوما لسان الشعب ما دامت تنهل من ضرائبه و تنطق عن اهواله.و ليست اليد المطبطبة على اكتاف المخزن..و المتحدثة ببياناته و العاكسة لتوجهاته فقط لان المخزن له وسائله الخاصة التي توفرها له وزارة يصطلح عليها بأم الوزارات. وليست مكبر صوت للاحزاب حتى تعكس ايجابياتها و تخفي سلبياتها و تتموقع كمدافع صنديد ضد كلما مسها مس تحت شعار انصر رب نعمتك ظالما او مظلوما. الصحافة الحقة ابدا كانت مفاوضة مع اقلامها التحريرية لتجانب الحقيقة و تصبغ بالسلاسة و نكهة النفاق و تسييد المصلحة و تغليب الانبطاح في مقالاتها... الصحافة سلطة و ليست نسخة طبق الأصل او استنساخ مشوه... إن النقد الذاتي السابق لأي تأطير يوحد المطالب و لن يفلح و يصل المبتغى الا اذا ابتدا بغسيل "الدروج" من الأعلى اما الأسفل فلن يسكب الماء الا على رمل العبث. من صحفي غيور على مهنة الصحافة مقالي لا يوجه نقدا لأحد معين لكن يوجه رسالة واضحة غير مشفرة...للضمير الصحفي الحي. انتهى الكلام.