يعتبر مولاي العربي الوزاني بحق من علماء الموسيقى الأندلسية الذين ذاع صيتهم فيما اشتهر به من علوم قل نظيرها ، و رغم أن حيف الزمن لم يقدَّم لأمثاله الاعتراف الكافي ، فإن العالم الشريف مولاي العربي بن مولاي احمد الوزاني المنحدر من عائلة الشرفاء الوزانيين بمدينة طنجة و ناظرا للأحباس بالمدينة ، قد أغنى عن جدارة و استحقاق خزانة فنون االموسيقى و على رأسها الموسيقى الأندسية ن بل و كان له الكعب المعلى في السبق لإبداعات غير مسبوقة في ذات المجال . لقد كان سيدي العربي عالمًا من العلماء وذا إلمام واسع بمختلف العلوم، وكان علمه في الموسيقى ضخمًا، فقد كانت له دراية كبيرة بتاريخ الموسيقى وعلم الجمال في الموسيقى، كما كانت له آراء مهمة حول واقع الموسيقى الأندلسية والمشاريع المستقبلية فيها. ومقالاته في موسيقى الآلة وفي مختلف الأنماط الموسيقية العربية دخيرة من دخائر المغرب. أما مؤتمر الموسيقى العربية المنعقد بفاس سنة 1969 فهو مدين له بأغلب البحوث والنتائج العلمية الموسيقية الأندلسية. فإن كان البعض يتهافتون على الشهرة واحتكار الفضل وسرقة أعمال الغير، وهذا واقع هذا الفنّ للأسف، فإنّ مولاي العربي كان يشتغل بصمت وأمانة، همّه الوحيد السّير بهذه الموسيقى نحو الأمام. وربما لهذه الأسباب يعرفه القليل من هواة الموسيقى الأندلسية اليوم رغم قيمته وثمرة مجهوداته الجبارة غير المسبوقة .