نزل رجل ذات يوم من بادية مصر بمدينة الأنوار لندن ، لزيارة أحد أقاربه . وكان أول من إستهواه واستأثر به أنوارها المتلألأ ليل نهار، وشوارعها الوااااسعة ومتاجرها الكبيرة وبساتنها الوارفة الظلال . وذات يوم وهو يتجول بإحدى هذه الشوارع ، لفت نظره فتاة جميلة ربعة القد وغاية في الحسن والجمال ، وهي واقفة بباب إحدى المتاجر، فحام حولها فإذا هي تبتسم له من أول نظرة ، ومنذ ذلك الحين وهو يتردد على هذا المتجر، ليسترق منها النظرات .. ويمني نفسه بعدما تعلق قلبه بها .. وقد خاله أنها إبنة صاحب المتجر أو إحدى العاملات به . وفي إحدى زياراته المتكررة والتي إعتاد عليها ، وبينما هو يحملق بنظراته بحثا عن عشيقته ، فاجأه رب المتجر بالتحية والسلام عليه ، واضعا إحدى يديه على كتفه ، والأخرى عن كتف الفتاة المعلومة قائلا : أقدم لك إبنتي هذه .. ومشى به نحومكتبه ، ليعرفه جيدا بمتجره الكبير ومحتوياته الثمينة ، ثم طلب منه تناول طعام الغذاء معه في اليوم الموالي بمنزله . وفي الغد جاء في الوقت المحدد ، فوجد صاحب المتجر في انتظاره بباب المنزل هو وابنة له ( حقيقية ) ، حيث قدمها له مرة أخرى لتصافحه ، دون أن يعلم أن التي تعلق بها واعتاد على رؤيتها بالمتجر لم تكن إلا دمية . وعند تناول طعام الغذاء ، عرض عليه الزواج بابنته في جو من الفرح والسرور، وتم الإحتفال بعد ذلك بقرانهما ليصبح الرجل صهرا له ومسيرا لمتجره الكبير وسط مدينة لندن . ------------------------------------------------------------------------------- هذه القصة قرأتها بمجلة المصور المصرية سنة ( 1961 ) . عندما كنت طالبا بالثانوية . وقد آثرت استذكارها ونشرها قصد التنشيط .