ثارتني باقات ورود حمراء تجوب الشوارع بعضها يمشي باستحياء وبعضها الأخر يخطو بزهو وعلى بعد رأسين وكرسي فتاة تلتحف الأحمر وأخر بربطة عنق لنفس اللون فتتساءل بغرابة أهو اليوم العالمي للبنكرياس على غرار كل الأيام العالمية المحجوزة ! أم أن البشرية أصيبت بعدوى الغرام فأصبحت طريحة الدكاكين التي اغتنمت فرصة فرط مشاعر المواطنين فهيأت دباديب وقصاصات ورق وباقات زهور وهديا احتفاء بالعيد ولأن اليوم وكما اتفقت كل القنوات والأغنيات والأسطورة محجوز للحب لا غيره ..... ولأن الملتحفون بالأحمر لا يعنيهم ما نقول وخصوصا اليوم ولأن دقات قلوبهم تغنيهم عن سماع هراؤنا الساعة دعونا نقدم تهنئ خاصة لأشياء خاصة ربما لا تعنيهم بقدر ما تعنينا ... فإلى كل المرايا المهشمة القابعة في صندوق حلي قديم ... وإلى أقلام الكحل المتهالكة البرم ... إلى كل العلب الفارغة أو تكاد... إلى ألوان ألواح سهرة طال عمرها الإفتراضي فأصبحت بلا ألوان ... وإلى أنوار مازلت مشتعلة رغم نفاذ وقود الإثارة... إلى جمار اللهفة المتقد وسط الدمار... إلى ذلك الجزء المغمور بداخلنا ... إلى المعطلين عاطفيا إلى كل من يعاني بصمت نحن موجودون نقاسمكم نفس الهوس والهواء نتنفس بكاتم الصوت نقاسمكم اليوم الوجود ولا تقاسمون الوجع . 14 فبراير تاريخ ينتظره البعض بموسيقى لرقصة.... و البعض الأخر...بغصة فاخفضوا ضجيج فرحكم كي لا توقظوا أحزان النائمين وفي قلوبهم غصة...