في فصل جديد من فصول تسخير الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لخدمة حزب الأصالة والمعاصرة، الذي ينتمي إليه رئيس الجامعة فوزي لقجع، وعدد من رؤساء الأندية وكبار الأعضاء الجامعيين، خرج رئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، بصورتين رفقة المنتخب الوطني. الصورتان التي نشرهما حساب العماري على الفيسبوك، والموقع الرسمي لحزب "البام" على الانترنت، تظهران العماري رفقة بعض من لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم والمدرب هيرفي رونارد، وهو يتسلم درعا للجامعة وقميصا موقعا من اللاعبين. الموقع الرسمي لحزب العماري على الانترنت نشر تقريرا عن زيارة هذا الأخير لأسود الأطلس، تحت عنوان: "المنتخب الوطني يحتفي بإلياس العماري"، دون أن يظهر السبب الذي قد يدفع الجامعة أو المنتخب الوطني للاحتفاء بالأمين العام للبام، أو أي مسؤول سياسي، ولا من استدعاه لمقر إقامة المنتخب، أو بأي صفة تم الاحتفاء به. وكان من الطبيعي، إن كان لا بد من الاحتفاء، أن يحتفي العماري بصفته رئيس الجهة، باستقبال المنتخب لإجراء مباراته الودية أمام الكونغو على ملعب طنجة، كبرى مدن الجهة التي يترأسها، لا أن يحتفي المنتخب بالعماري. لكن ما لم يقله تقرير موقع "البام" قاله نشطاء موقع التواصل الاجتماعي، ومتتبعون لكرة القدم الوطنية، الذين اعتبروا الزيارة وما صاحبها محاولة لتلميع صورة الأمين العام لحزب الجرار، التي تضررت كثيرا منذ انتخابه على رأس الحزب، وخصوصا بعد الفضائح المتعددة والمتلاحقة التي تورط فيها مؤخرا، وكذباته المفضوحة على الرأي العام. المتتبعون أكدوا أن "الاحتفاء" المزعوم يشكل جزءا من تسخير حزب البام لكرة القدم الوطنية لخدمة أهدافه السياسية، حيث أن رئيس لجنة المنتخبات في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ليس سوى نور الدين البوشحاتي، رئيس فريق شباب الريف الحسيمي، الذي يقف إلياس العماري خلفه. البوشحاتي يدين للعماري بخدمات كثيرة، ويتذكر النشطاء والمتتبعون كيف أنقذه العماري من حكم الإيقاف الذي صدر في حقه بداية الموسم، بمكالمة هاتفية لرئيس الجامعة فوزي لقجع، ولقاء ثلاثي بمدينة طنجة، انتهى برفع العقوبة عن البوشحاتي. يشار إلى أن أصابع الاتهام توجه بشكل متكرر إلى حزب العماري بالوقوف وراء أحداث مثيرة للجدل تخص كرة القدم الوطنية، بينها الشكوك حول ميزانية الجامعية، ومسار بعض المباريات الغريبة في البطولة الوطنية، وبينها مباراة الوداد البيضاوي والمولودية الوجدية، التي أثارت أحداثها علامات الاستفهام.