رصدت ندوة، انعقدت أمس الثلاثاء بطنجة عبر تقنية المناظرة المرئية، ملامح مستقبل السياحة بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة بعد جائحة فيروس كورونا المستجد. وتوقف المهنيون المشاركون في الندوة، المنظمة بتعاون بين غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة طنجةتطوانالحسيمة والمجلس الجهوي للسياحة، عند الآثار الاقتصادية والاجتماعية على قطاع السياحة بالمغرب، والذي يشغل حوالي 750 ألف شخص بشكل مباشر، ويساهم في جلب عائدات تفوق 75 مليار درهم من العملة الصعبة سنويا. وأبرزت رئيسة المجلس الجهوي للسياحة، رقية العلوي، أن جائحة كورونا ضربت منذ بداية العام وقد تستمر إلى ما بعد ذروة الموسم السياحي، موضحة ان المجلس وضع استراتيجية لمواجهة آثار الجائحة تنقسم على ثلاثة محاور تتمثل في تدبير الأزمة، وتحديد الاوليات، والحفاظ على تحقيق الأهداف البعيدة المدى. بخصوص تدبير الأزمة، أشارت المتحدثة إلى أن المجلس، بمعية السلطات الوصية، عمل على تحسيس المهنيين بمخاطر الجائحة وسبل الوقاية منها، والتواصل مع الفاعلين الاقتصاديين حول آثارها المرتقبة، وترسيخ قيم التضامن، ومتابعة وضعية السياح الأجانب العالقين بالمغرب. أما بخصوص الأولويات، فذكرت بأن لجنة المجالس الجهوية للسياحة اشتغلت على برنامج متكامل (الترويج، التكوين، النقل، الضرائب …) تم طرحه على وزارة السياحة والسلطات المعنية والمكتب الوطني المغربي للسياحة على المستويين الوطني والجهوي من أجل توضيح الرؤية ودعم القطاع قبل حلول موسم الاصطياف. وأضافت أن مواجهة تداعيات الجائحة، التي أوقفت حركة الطيران العالمي والأنشطة السياحية، يقتضي تعديل مخطط عمل المجلس الجهوي للسياحة للتركيز على السياح الداخليين، موضحة أن 65 في المائة من السياح المغاربة أعربوا عن تفضيلهم لوجهة الشمال، وهو ما يمكن أن يشكل بديلا لمهنيي القطاع، علما أن إجمالي نفقات السياح المغاربة بالخارج تناهز 20 مليار درهم سنويا. في هذا السياق، سجلت بأنه سيتم قريبا الإعلان عن حملة علاقات عامة وتواصل لتقوية “علامة جهة الشمال”، وإبراز الإجراءات المتخذة لاستقبال السياح الداخليين، والتعريف بمختلف أقاليم وعمالات الجهة، مشددة على أهمية حث المغاربة على الإقبال على استهلاك المنتوجات السياحية المغربية. في المحور الثالث، شددت على أهمية الحفاظ على الأهداف الكبرى للمخطط السياحي الجهوي على المديين المتوسط والبعيد، من قبيل تعزيز سياحة الرحلات البحرية، وإحداث جيل جديد من أدوات الاشتغال السياحي، وإطلاق منظومة رقمية لمجلس الجهوي للسياحة. من جهته، اعتبر المندوب الجهوي للسياحة سعد العباسي، أن قطاع السياحة بالعالم تأثر بشكل كبير على حيث يقدر تراجع الوصولات بين 20 إلى 30 في المائة أي ما يعادل خسارة بين 300 و 400 مليار دولار خلال 2020، متوقفا عند تراجع مختلف المؤشرات المتعلقة بقطاع السياحة بالمغرب بسبب الجائحة، لاسيما حركة النقل الجوي والحجوزات عبر الوكالات الدولية والتطبيقات المعلوماتية، وأثر ذلك على المقاولات السياحية وقدرتها على التشغيل. وبعد إشارته إلى التدابير التي اتخذتها وزارة السياحة لدعم وكالات الأسفار والفنادق والمرشدين، اعتبر أن الإجراءات المستعجلة على المدى “القصر جدا” يتعين أن تنصب على تعزيز السياحة المحلية وتنويع العروض وحث المغاربة على إعادة اكتشاف سحر المملكة ومؤهلاتها السياحية، والتركيز على اجتذاب السياح الدوليين ذوي القدرة الشرائية المرتفعة مباشرة بعد رفع القيود على السفر، مشددا على ضرورة استعادة ثقة المستهلكين عبر إقرار تدابير وقائية وكسر حاجز الخوف النفسي من السفر بعد كورونا.