أكد المدير بالنيابة للمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة، بوشتى المومني، أن المنصة الرقمية للتعليم عن بعد www.e-encgt.com سجلت خلال الفترة ما بين 16 مارس و 2 أبريل 3550 زائرا، وتصفح أزيد من 25 ألف و250 وثيقة، علما ان عدد الطلبة المسجلين يصل إلى 2315 طالبا (دبلوم المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير والماستر). وتعد هذه الأرقام مطمئنة للغاية بالنظر إلى قرار وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي توقيف الدروس مؤقتا ابتداء من 16 مارس، في إطار التدابير الاحترازية الهادفة إلى وقف انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19)، والحيلولة دون أن تصبح الكليات والمدارس العليا بؤرا محتملة للعدوى بالفيروس. وأمام هذا الوضع الاستثنائي، أصبحت الجامعات مطالبة وبصفة استعجالية بالابتكار وتنظيم نفسها لضمان استمرارية تلقي طلابها لدروسهم. ومن هذا المنطلق، أوضح السيد المومني الذي يشغل أيضا مهمة نائب رئيس جامعة عبد المالك السعدي، أن الهيئات التربوية والإدارية بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة بذلت، على غرار باقي المؤسسات التابعة للجامعة، جهودا كبيرة لوضع الدروس رهن إشارة الطلبة بالمنصة التي أحدثت لهذا الغرض. وأضاف أن “السادة الأساتذة لجؤوا اعتمادا على مستويات وعدد الطلبة إلى استعمال برامج أخرى ومنصات تكميلية ك (هانغ أوت ميت، وهانغ أوت ميت جي سوت إدوكاسيون وزوم وودل وإدمودو ومنصات أخرى) مسجلا أن بعض الأساتذة يستخدمون منصاتهم الشخصية التي تحتوي على وسائط وفيديوهات، مع إمكانية برمجة الأعمال التي سيتم توزيعها واستبيانات تتضمن خيارات متعددة. وتابع السيد المومني أنه بالنظر إلى كون المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير تعتبر مؤسسة ذات استقطاب محدود، فإن عدد الطلبة المحدود يتيح التفاعل الآني بين الأساتذة والطلبة مع إمكانية مشاركة الطلبة في عمليات الشرح والمناقشة عن بعد ببعض هذه المنصات. وإذا كان اللجوء إلى عملية التعليم عن بعد كبديل تربوي خلال فترة الحجر الصحي جاء بهدف ضمان استمرارية العملية التعلمية، فإن رؤية المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة لا ترتكز فقط على تعزيز نظام الدروس عن بعد، وإنما تقوم أيضا على الانفتاح على الفضاء المتوسطي والدولي من خلال عمل عن بعد يضم الأساتذة ونوادي الطلبة. وأشار المدير بالنيابة إلى أنه “بالفعل ومنذ الأسبوع الماضي، أضحت المدرسة تتوفر على غرفة لتسجيل الدروس عن بعد، مع تركيب خادم الكتروني جديد بسعة تخزين عالية”. مؤكدا أن الهدف يتمثل في استخدام هذه الآليات على المديين المتوسط والبعيد، من أجل المشاركة في مؤتمرات دولية وتبادل الخبرات والممارسات الجيدة مع منظمات أخرى رائدة في هذا المجال بقارات العالم الأربع. وبخصوص عملية تقييم الطلبة خلال هذه الفترة الاستثنائية، استبعد السيد المومني حاليا سيناريو إجراء امتحانات عن بعد، لكنه أكد في الوقت ذاته أنه حسب ظروف وتطورات الوضع، تظل جميع الاحتمالات مطروحة للنقاش على اعتبار أن رئيس الجامعة يعقد كل أسبوع اجتماعا مع رؤساء المؤسسات التابعة للجامعة لتقييم الوضع واتخاذ القرارات اللازمة. وبالرغم من أن المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة تعيش، شأنها في ذلك شأن جميع المؤسسات التابعة لجامعات المملكة، وضعا استثنائيا لم يكن في الحسبان، فإن طلبتها أبانوا عن نضج كبير يتيح لهم متابعة مسارهم الأكاديمي في أحسن الظروف. وأعرب نائب رئيس الجامعة عن افتخاره بكون طلبة جامعة عبد الملك السعدي، وضمنهم طلبة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة، تحلوا بقدر عال من روح المواطنة بانخراطهم التام في المقاربة الجديدة القائمة على التعلم والدراسة عن بعد، مقدما في هذا الصدد “خالص شكره لجميع الهيئات التربوية والإدارية والتقنية للجامعة السعدي على انخراطها والتزامها”. ويرى السيد المومني أنه إذا كان التعليم عن بعد يشكل فرصة لتعزيز وابتكار مفاهيم وآليات جديدة، فإن الانشغال الرئيسي حاليا يتمثل في ضرورة تمكين الطلبة من الآليات التي تتيح لهم متابعة دروسهم خلال فترة الحجر الصحي، معتبرا أنه يجب الاعتراف أنه بالرغم من صعوبة هذا الوضع الاستثنائي فإنه أفرز تجربة تربوية جامعية جديدة بالمغرب. وحسب نائب رئيس جامعة عبد المالك السعدي فإن الجامعة مصممة، في الأمد المنظور، على تعزيز وإضفاء الطابع المهني على هذه المقاربة، على اعتبار أن “عملية التعليم عن بعد التي ستلي فترة كوفيد 19 ستختلف كثيرا عما كان عليه الحال قبل هذه الفترة”.