مع العاشرة من كل مساء، تنطلق شاحنات عمال النظافة لتخرق قواعد حالة الطوارئ الصحية بشكل استثنائي، متوزعة على كافة أحياء ودروب مدينة طنجة، لجمع نفايات منزلية، تخلص منها أصحابها في أقرب حاوية. وتنشط بمدينة طنجة شركتان تحظيان بعقد التدبير المفوض لقطاع النظافة، حيث تشتغل شركة “سيطا البوغاز” بالمنطقة الغربية للمدينة، وشركة “سولمطا” بمنطقتها الشرقية، وذلك تحت إشراف من جماعة طنجة. أواسط شهر مارس الماضي، عقد عمدة المدينة، محمد البشير العبدلاوي، بحضور رئيس قسم حفظ الصحة والمسؤول عن قطاع النظافة بالجماعة اجتماع عمل مع مسؤولي الشركين لإطلاق عملية واسعة للتطهير والتعقيم تستهدف الفضاءات العمومية وأماكن وضع النفايات، وذلك ضمن التدابير الوقائية الرامية إلى منع انتشار فيروس كورونا المستجد. وتركز هذه العملية على أماكن تجمع النفايات خاصة تلك التي تتواجد بالتجمعات السكنية الكبرى، ومضاعفة عملية الغسل الميكانيكي والتعقيم بالنسبة للشوارع والحاويات، وتركيز عملية الغسل على الأسواق العمومية وأسواق القرب، وحث العمال على أخذ الاحتياطات الضرورية لتفادي الإصابة بالعدوى، ووضع إمكانيات الشركتين تحت تصرف الجماعة في أي تدخل. تنفيذا لهذا المخطط، عبأت الشركتان كافة عمالهما وعتادهما وشاحناتهما للاشتغال طيلة الليل وإلى غاية ساعات الصباح الأولى من كل يوم، حيث تعمل الشاحنات على إفراغ الحاويات من النفايات، وتعقيمها قبل إعادتها إلى أماكنها في إجراء يروم الحد من احتمالات انتقال العدوى بفيروس كورونا. ويقول فريد، المسؤول عن فريق من عمال النظافة بإحدى الشركتين، أن العمال يعملون بجد كل يوم تلبية لنداء سكان طنجة ومن أجل الحفاظ على نظافة الشوارع وجمع النفايات والتخلص منها في المطرح العمومي تماشيا مع بنود دفتر التحملات. وبعد قرار وزارة الداخلية إغلاق المقاهي والمطاعم، خف العبء على شركتي النظافة، وهو المجهود الذي وجهته الشركتان من أجل التركيز على أماكن تجمع النفايات في التجمعات السكنية والأماكن العمومية وغيرها وتعقيمها بالمواد المطهرة. في هذا السياق، تقوم الشركتان بالتركيز بشكل خاص على رش مواد التطهير والتعقيم في مختلف الأماكن العمومية، وجمع النفايات الناجمة عن المرافق العمومية الكبرى لاسيما الأسواق الأسبوعية والجماعية وسوق الجملة للخضر والفواكه وسوق السمك والمجزرة الجماعية والمحطة الطرقية للمسافرين. بعد عودتها مباشرة إلى المرأب، تخضع الشاحنات والآليات لعملية غسل وتعقيم واسعة بشكل يومي، ويتم إعدادها لجولة الليل الموالي، حيث يتفانى العمال في القيام بواجبهم في هذه الأوقات الاستثنائية من حالة الطوارئ الصحية. لكن على مستوى المرائب، تنظم الشركتان عمليات تحسيسية وتوعوية لفائدة عمال النظافة، إذ تحرص الشركتان على توزيع الكمامات والقفازات على العمال و السائقين، وحثهم على أخذ الاحتياطات الضرورية، وتوفير المعقمات والمطهرات في المرأب وأماكن تجمع العمال.