أقدمت سلطات مدينة واد لاو على منع جمعية الرسالة للتربية والتخييم، من تنظيم مخيمها الصيفي بإحدى مؤسسات التعليم الخاص بالمدينة، في خطوة آثارت الكثير من حنق مسؤولي الجمعية، الذي كانوا بصدد تنظيم مخيم لصالح مئات الأطفال بالمنطقة. وحسب ما تناقله مجموعة من الناشطين الفيسبوكيين الذين كانوا يؤطرون الأطفال بالمخيم، فإن السلطات أقدمت أمس الأحد على قطع مجموعة من الخدمات على المؤسسة التي نزلت بها الجمعية، بحرمانهم من الماء والكهرباء والطعام، بالإضافة لتطويق المؤسسة وإخراج الأطر الرجال، مع الإبقاء على الأطفال والنساء داخل المؤسسة. وحسب القرار الذي اتخذته السلطات، فإن المؤسسة التي اختارتها الجمعية للإقامة بها خلال فترة المخيم غير صالحة، بناء على معاينة المدير الإقليمي لوزارة الشباب والرياضة بتطوان، في وقت كان مسؤولون بالوزارة قد رخصوا للجمعية بإقامة المخيم، بناء على معاينته لنفس المؤسسة، والتي خرجوا بكونها تستجيب لشروط التخييم. وكانت الجمعية تستعد لبداية مخيمها بالمنطقة لفائدة 250 طفل، حيث قامت بتوفير كل الضروريات اللازمة من أجل إنجاح المخيم، بل وشرعت في تنظيم جزء من أنشطة المخيم رغم تهديدات المنع التي طالتهم، قبل أن يأتي القرار النهائي القاضي بإخلاء المؤسسة الخاصة، وإلغاء المخيم بشكل نهائي. وبرر وزير الشباب والرياضة، الطلبي العلمي، في جوابه على سؤال في البرلمان قرار وزارته، ب”تواجد طوابق في المؤسسة تحول دون السماح بإتمام هذا المخيم”. فيما رد البرلماني محمد خيي في تدوينة على حسابه الشخصي، قائلا: “التبرير الذي قدمه الطالبي العلمي وزير الشباب والرياضة قبل قليل في البرلمان حول المنع الذي طال مخيم الرسالة بواد لو تبرير مخجل ويسيئ للبرلمان والحكومة و هو في الحقيقة ضحك على الذقون و تهرب بليد من تحمل المسؤولية . لا أدري هل يغالط الوزير نفسه ام يغالط الرأي العام ؟ صرح الوزير ان المنع جاء لعدم توفر فضاء التخييم على الشروط المناسبة وتحديدا ذكر الوزير ان المنع كان بسبب وجود طوابق ؟؟؟ طيب ، هل تعلم السيد الوزير ان بعض فضاءات التخيييم التابعة لوزارة الشباب والرياضة نفسها هي عبارة عن بنايات تتكون من طابقين الى ثلاث طوابق !!! معنى ذلك ان هذه الفضاءات التي تشرف عليها وزارتكم بمقتضى التبرير الذي تقدمتم به هي غير صالحة لاحتضان مخيمات للاطفال ، فهل ستتدخل مصالحكم لوقف المخيمات بفضاءات تابعة لكم ؟؟؟ ثم ان هذه المؤسسة التعليمية الخاصة بواد لو التي منعتم تنظيم مخيم بها اليوم سبق لها في السنوات السابقة ان احتضنت عدة مخيمات مرخصة من وزارتكم !!! اذن ماذا تغير بين الامس واليوم ؟ ما الجديد في الامر ؟ هل تغيرت معايير السلامة ام تغير حرصكم على سلامة اطفالنا؟ ولنذهب ابعد من ذلك ،ولنتسائل كيف تصلح المؤسسة التعليمية الخاصة المكونة من طوابق لاحتضان وايواء التلاميذ طيييلة سنوات من الدراسة في حين لا تصلح نفس المؤسسة لاحتضان مخيم لمدة ايام محدودة ؟ اليست الطوابق نفسها اذن خطرا على التلاميذ وهم في نفس سن الاطفال الذين التحقوا بهذه المؤسسة من اجل التخييم ؟ كيف تكون الطوابق غير خطيرة على التلاميذ طيلة السنة الدراسية وتتحول فجأة الى خطر محدق في العطلة الصيفية ؟ أمر آخر ، هل دور وزارتكم هو الاقتصار على سحب الترخيص ومنع المخيم و التملص من المسؤولية وعدم التدخل لايجاد حل وكأن الامر لا يعنيكم ؟ ام ان الاصل هو الاجتهاد في ايجاد فضاءات بديلة مناسبة لهؤلاء الاطفال مادام قد ظهر لكم فجاة ان فضاء المدرسة الخاصة غير مناسب ؟ اليست في الاصل مسؤولية وزارتكم ؟ اليست جمعية الرسالة وغيرها مجرد شريك في برنامج حكومي هو برنامج العطلة للجميع الذي تشرفون عليه وتلتزمون بتوسيع عدد الاطفال المستفيدين منه سنويا ؟ اليس هناك بدائل وفضاءات اخرى يمكن اللجوء اليها في هذه الحالة غير الغاء المخيم وحرمان اطفال من مخيمهم بهذه الطريقة الصادمة ؟ اخيرا ، لو انكم لم ترخصوا للمخيم ابتداء لاحترمنا منطقكم وحرصكم على سلامة الأطفال، اما و انكم قد سحبتم الترخيص بناء على تحرك السلطات المحلية و بعد ان منحتم فعليا الترخيص للجمعية في بداية الامر بناء على معاينة للمدير الاقليمي للشباب والرياصة وترخيصه فهذا امر مريب حقا. اذن رجاء السيد الطالبي العلمي اطلعوا الراي العام على السبب الحقيقي ولا تعلقوا المنع على مشجب “الطوابق” ..”