نظمت جمعية حسنونة لمساندة متعاطي المخدرات، مساء يوم أمس الأربعاء 8 نونبر من الشهر الجاري، بمدينة شفشاون، ندوة ترافعية دفاعا عن حقوق متعاطي المخدرات، إذ رفعت شعار "مقاربة التقليص من المخاطر أساس الصحة العامة والتماسك الاجتماعي"، وذلك بدعم من طرف منظمة" دروسوس" السويسرية" dross" والصندوق العالمي لمكافحة السل والإيدز والملا ريا، وبتعاون مع كل من وزارة الصحة وجمعية الوقاية من أضرار المخدرات بالمغرب فرع تطوان. والاجتماعي. السيدة فوزية بوالزيتون المسؤولة عن مركز التكوين في مجال التقليص من مخاطر تعاطي المخدرات، حاولت من خلال عرضها تقريب الحضور من سياسة تقليص مخاطر تعاطي المخدرات، نظرا لأهميتها في الحماية من الأمراض الفيروسية بسبب الاستهلاك بأدوات حقن مشتركة، أبرزها مرض السيدا و التهاب الكبد الوبائي "س" بالإضافة إلى داء السل، نفس المتدخلة أعطت أرقاما مهولة لنسبة المتعاطين على الهيروين بجهة الشمال، حيث يبلغ عدد مستهلكي الهيروين بالقصر الكبير 200 شخصا، أغلبهم شباب مع وجود بعض النساء، كما أن نسبة المتعاطين لنفس المادة بالعرائش تصل 50 شخصا، فيما يصل العدد بمدينة أصيلة 150 شخصا، أما مدينة طنجة فالعدد كبير جدا إذ يصل إلى من 3000 شخص. هذا و قد أكدت المتحدثة أن هؤلاء المتعاطين كانوا ضحية لعدة عوامل تسببت في إدمانهم وهم مواطنون يحتاجون لتدخلات متعددة ومتكاملة تجمع بين الوقاية والتكفل والدعم النفسي والاجتماعي وإعادة الإدماج المهني. المتدخلة وبشكل صادم أكدت ان أطفالا في سن جد صغيرة اصبحوا يقدمون على تعاطي المخدرات نظرا لسهولة توفرها و هو الأمر الذي يصعب من عمل الجمعية التي لا تستطيع العمل مع القاصرين، نظرا للمسؤولية القانونية، كما انه لا توجد مراكز العلاج أو مراكز الإيواء التي يمكن أن يتم توجيههم إليها. من جهته أكد "عماد الحموتي" المتدخل الميداني بجمعية الوقاية من أضرار المخدرات بالمغرب فرع تطوان، أن نسبة مستهلكي مادة الهيروين بمدينة شفشاون، تقدر ب 154″ حالة تتعاطى لهذه المادة ،بينهم امرأة واحدة، كما أن غالبيتهم يتعاطون عن طريق التدخين، وأكد أن النسبة أكثر من ذلك حيث هناك اشخاص مازالوا يتعاطون في الخفاء. نفس المتدخل أكد أن تعاطي هذه المادة تمس كل الفئات العمرية لساكنة شفشاون حيث أكد أن الفئة العمرية المتراوحة من 17 الى 23 سنة تشكل 17% من مستهلكي هذه المادة، فيما الفئة العمرية المتراوحة ما بين 23 الى 40 تمثل 53%، اما الفئة العمرية المتمثلة من 40 سنة فما فوق فهي تشكل 29%. هذا وقد أضاف عماد خلال نفس أن فئة المتعاطين في شفشاون يتعرضون إلى وصم وإقصاء كبير من طرف المجتمع، رغم أنهم مواطنون كاملي المواطنة وجزء لا يتجزأ من المجتمع، إلا أنهم يظلون محرمون من حقهم في الخطأ. من جانبه تطرق الدكتور "عادل عبودي" نائب رئيس جمعية الوقاية من أضرار المخدرات بالمغرب فرع تطوان، إلى الدور الذي تلعبه جمعيته وطنيا ومحليا في دعم ومساندة فئة متعاطي المخدرات، باعتبارهم ضحايا المجتمع يجب أن تقدم لهم يد العون والمساعدة. كما أشار الدكتور عادل، أن مدينة شفشاون اليوم تحتاج إلى مركز طب الإدمان، وان الأرقام المرصودة من طرف المتدخلين الميدانيين تدق ناقوس الخطر، لذا وجب على الكل من مؤسسات عمومية ومدنية تحمل مسؤوليتها قبل فوات الأوان, هذا وقد أبرز نفس المتدخل اليات التي يتم التدخل بها اتجاه فئة المتعاطين، و تطرق إلى الأنشطة المنجزة، والتي تمس جانب تقوية القدرات الذاتية، و جانب الدعم النفسي والاجتماعي، معتبرا أن العلاج لا يتوقف فقط على البديل بالميثادون، بل يحتاج إلى تدخل على جل المستويات من أبرزها الجانب النفسي والاجتماعي. بالمقابل أكد عدد من المتدخلين الذين يمثلون رجال الأمن والمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة، وهيئات سياسية ودكاترة صيادلة، وعائلة المتعاطين ومتعاطي الهيروين، وفعاليات المجتمع المدني، على ضرورة تثمين الخطوة التي قامت بها جمعية حسنونة، ومحاولة ادماج هذه الفئة في جل الأنشطة الفنية والثقافية المنظمة من طرف جمعيات المجتمع المدني. جعل موضوع إدماج متعاطي المخدرات موضوعا للنقاش العمومي ومطلبا مستعجلا تجتمع حوله جل الفعاليات وأصحاب القرار بمدينة الشاون