حمزة محيي الدين بعد الضجة المخترعة في حق أستاذ تطوان، أستاءل مع الجميع فأقول، آلا تستحيون؟ كيف تتعاملون مع الأستاذ وباقي الأساتذة بهذه الطريقة؟ أما علموكم أن جزاء الإحسان هو الإحسان؟ آهذا هو رد الجميل؟ هل هذه هي الطريقة السليمة في تنزيل قول الشيخ في الكتاب: "من علمني حرفا صرت له عبدا"؟ بالله عليكم أي منطق هذا الذي به أنتم تفكرون؟ إنكم لظالمون !أما تعلمون أن أساتذتنا المساكين يتعبون كثيرا، ويقدمون الكثير من جهدهم ووقتهم وأعصابهم لنتعلم ونفيد الوطن والأمة؟هل تظنون أن التدريس أمر سهل ؟ إنه لقطعة من العذاب بل هو العذاب ذاته، فأساتذتنا يتعذبون إذ ينقطعون عن الحياة من أجل أن نتعلم وأن نستفيد فنفيد.. فلا أظن أن في الأمر عيب إذ يطلب الأستاذ المقابل أمام ما يقدمه من خدماته الجليلة ، فكان من الضروري مقابلة الجهد بالأجر، وأجره عليها حق وهو عظيم، فلابد من أن ترويح نفس الأستاذ تجديدا لهمته وحتى يعود إلى عمله وخدمته بروح ملؤها العزم والحزم. وحتى إن كانت تلك الخدمات التي ستقدم له من قبيل الجنس والمتعة فالأمر عادي بل هو مطلوب، ويحدث بمحض إرادة الطرفين وليس فيه غصب ولا قوة.. أي عيب في ذلك إن كان يخدم الأستاذ والطالبة في الآن ذاته؟ فهي وهو على حد سواء يحتاجان إلى ما يروح عن النفس ويكسر الروتين ويبعث على التجديد والنشاط والجد والعمل. ولو كان أهل علم البيداغوجيا يعلمون بأهمية هذه الأمور لأضفوها في مستلزمات النهج الدراسي، فكما أن هناك حصص للدروس (les cours) والأعمال التوجيهية (les tarvaux dirigés ) ثم الأعمال التطبيقية (les travaux pratique) ، يجب أن تضاف إليها حصص للأعمال الجنسية أو دروس المقابلات (هَاكْ آرَا مَا فِيها حْزَارَة). ولذلك وجب أخذ الأعذار لأساتذتنا، فقديما ورد في الأثر قوله ص "خد لأخيك سبعون عذرا"، فمن أدراك لعل الأستاذ رأى ي الطالبات شيء من الخمول فآثر على تجديد همتهم للدراسة وتحصيل العلوم.. كما أنه بالإضافة إلى هذه الخدمات وجب أن تضاف لأعمال الأستاذ خدمات أخرى تقضي بعض مآرب العلم والعلوم، فبدلا من أن يكتفي الأستاذ بتقديم الدرس مقابل أجرة لا تكفيه لاستخلاص ثمن السجائر في الشهر الواحد فيلتجئ إلى (الكريدي)، كان من الواجب السماح له بمزاولة تجارة الكتب مع طلبته. إن في تجارتها من الخير الوفير الذي يشمل الطرفين ويعود عليهما بالنفع، فيقضي الأول بعض أغراضه من عائد الربح، فيما يقوم الثاني بتعليق تلك الكتب في زاوية حجرته المخصصة للكتب، فلا علم بلا تجميل وتزيين، وإنما الله جميل يحب الجمال، فتجميل الحجر بالكتب التي لا تنفع إلا للتزين هو كذلك عبادة الله ! كما ينضاف إلى هذه التجارة المباركة تجارة الولوج إلى سلكي الماستر والدكتوراه، فمن يريد التعلم لا حرج في أن يدفع قليلا (إما ماليا أو جنسيا طبا له الاختيار)، وكل ذلك في إطار التسهيل وفيما يرضي الله، والعقد كما قيل عند الفقهاء شريعة المتعاقدين في نهاية المطاف. وإنه لفيه من المصالح الأخرى ما فيه، كمصلحة السمسار والوسيط الذي يجرون في إقامة التفاهم والتطاوع بين الاستاذ والطالب، وذلك بما يعود عليهما ببعض البقشيش الذي يطعمون منه أهلهم وذويهم، وذلك في إطار من نفس على مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عليه بها كربة من كرب يوم القيامة. وأخيرا هناك الساعات الإضافية (الاختيارية في الظاهر والإجبارية على الحقيقة) إلى مجمل الخيرات التي يأتيها أساتذتنا، رغم ما يسمعونه من قول المتقولين وإرجاف المرجفين، فإنه لمن مصلحة الجميع أن ينخرط في هذا العمل الجبار المراد منه رضى الله اولا ثم مصلحة العلم. فجاز الله اساتذتنا ومدرسينا وأطرنا التربوية والعلمية على مجهوداتهم في خدمة رسالة العلم والمعرفة والنور ومحاربة التجهيل والجهل..