على طول شهر أبريل من كل سنة، نظمت جماعة شفشاون بشراكة مع المجتمع المدني، مهرجان "ربيع شفشاون"، الذي يمنح المدينة وجها مغايرا وصورة أجمل مما هي عليه، تحت شعار "مدينتنا صورتنا فلنحافظ عليها". الإنطلاقة الفعلية للنسخة الثامنة لربيع شفشاون انطلقت فعالياتها يوم السبت 09 ابريل وستمتد الى غاية 30 أبريل 2017، شهدتها المدينة عبر تخليد تقليد شفشاوني راسخ، يتمثل في عملية العواشر، والتي تجمع بين روح التعاون الجماعي "تويزة"، وبين عشق سكان المدينة لجمالية اللون الأزرق السماوي، الذي سما بشفشاون عاليا بين أجمل المدن العالمية، ويشرف السيد محمد السفياني، رئيس المجلس الجماعي لشفشاون على إعطاء الانطلاقة الرسمية لعملية العواشر. مهرجان "ربيع شفشاون"، احتفال دأبت جماعة شفشاون بشراكة مع المجتمع المدني على تنظيمه كل سنة ولمدة شهر، حيث يضمن أنشطة ذات طابع محلي، يتم من خلالها القيام بعمليات تشاركية، تهم تنظيف وتجميل الساحات العمومية والأزقة وأحياء المدينة، وخصوصا المدينة العتيقة ومجموعة من الانشطة الفنية المختلفة والمبدعة. ويهدف تنظيم المهرجان إلى تأطير سكان مدينة شفشاون وتحفيزهم، من خلال الحملات التحسيسية والأنشطة الثقافية والاجتماعية والفنية والتربوية والبيئية والرياضية، كما يهدف من جانب آخر إلى إبراز المؤهلات السياحية والتراثية والطبيعية التي تزخر بها المدينة . وفي هذا الشأن، أوضح محمد السفياني، رئيس المجلس الجماعي لشفشاون، في حوار معه سابقا أن لمهرجان "ربيع شفشاون"، وبدون شك، عائد كبير على المدينة من مختلف المستويات، إذ يحقق إشعاعا وطنيا ودوليا مهما، نظرا لتزامنه مع العطل المدرسية المغربية والأوربية، الشيء الذي يؤدي إلى تحقيق نشاط سياحي بالمدينة، مما يعطي إضافة نوعية لصورتها ولاستقطابها المتزايد للسياح الوطنيين والدوليين. كما يحقق المهرجان رواجا سياحيا ينعكس بالإيجاب على العديد من المهنيين، كأصحاب الفنادق والمطاعم والمحلات التجارية والصناع التقليديين، أضف إلى كل هذا أن المدينة، وبمهرجان "ربيع شفشاون"، تلبس حلة جديدة تتسم بالجمال والأناقة وحسن الصورة. المهرجان يعرف مشاركة كل فئات المجتمع الشفشاوني، من نساء ورجال وأطفال، وحتى ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يكون بمثابة احتفالية شعبية كبيرة، نظمت خلاله ندوات علمية ومحاضرات ثقافية، تهم الموروث الثقافي للمدينة، كما تنظم معارض فنون تشكيلية لفنانين محليين ووطنيين، ويتضمن أيضا حفلات موسيقية، خصوصا المتعلقة بالموسيقى العريقة، كالحضرة الشفشاونية والطرب الأندلسي، والمديح والسماع، والطقطوقة الجبلية والعروض المسرحية. وأشرف على تنظيم كل هذه الأنشطة هيئات وجمعيات المجتمع المدني بطريقة تطوعية ومجانية، والجماعة الحضرية لا تقدم سوى الدعم اللوجيستيكي والتقني للأنشطة المقدمة في هذا الإطار ويلقى المهرجان ترحيبا كبيرا وخاصة من طرف سكان المدينة، من خلال انخراطهم في مختلف فقراته وأنشطته، كما يلقى استحسانا من طرف الزوار الذين يكثر عددهم في هذه الفترة. يسبق الاعداد لهذا المهرجان عقد لقاءات تشاوريا مع ممثلي جمعيات المجتمع المدني بالمدينة من أجل تدارس ونقاش المقترحات المتعلقة بإنجاح فعاليات كل دورة كما هو الحال بالنسبة للدورة الثامنة لمهرجان ربيع شفشاون 2017 .