شارك البروفيسور الإسباني، فيسينتي يورينت بيدمار، أستاذ الدراسات المقارنة بجامعة إشبيلية، ضمن فعاليات "ماستر كلاس" بعنوان "المجتمع والأسرة والتعليم في الاتحاد الأوروبي: الإدارة الديمغرافية"، نظمه ماستر "المغرب وإسبانيا وأميركا اللاتينية، التدبير الثقافي والدبلوماسي" بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل، التابعة لجامعة عبد الملك السعدي، والذي استحضر خلاله النموذج العائلي للاعبي المنتخب المغربي. وعبر البروفيسور الإسباني عن تأثره بالعلاقات التي تجمع لاعبي المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم بأمهاتهم، والتي برزت خلال كأس العالم 2022 بقطر، موردا "المجتمع المغربي هو المجتمع الذي سحرني لسنوات بقيمه وتقاليده وعاداته وهذه قيم بدأت تختفي شيئًا فشيئًا في إسبانيا"، وأضاف "إنه يذكرني بطفولتي، والشيء الرائع هو أنه مع التطور الذي يعيشه في المغرب، بقي هذا البلد متمسكا بقيمه". وفي حديثه عن لاعب المنتخب المغربي أشرف حكيمي، واختياره تمثيل المغرب على إسبانيا، قال بيدمار إن هناك العديد من العوامل التي أنتجت هذا الوضع، والعامل الأول هو "تأثُر القرار الشخصي، فعندما يطلب أحد المنتخبين خدماتك والآخر يتردد في القيام بذلك، تختار الأول"، وتابع "هناك أيضا الجذور والأصول، والتي عندما تكون قوية تزيد من إمكانية اختيار وجهتك النهائية"، معتبر أن ذلك يتمثل في العائلات والأصدقاء والمرافقين، لخلص إلى أن حكيمي ظل مرتبطا بجذوره المغربية رغم جنسيته الإسبانية. وإجابة عن سؤال بخصوص اندماج الجالية المغربية بإقليم الأندلس، اعتبر بيدمار أن الأمر يتعلق بحالتين، حيث لا يمكن مقارنة وضع مهاجر مستقر يتوفر على عمل جيد واندمج جيدا في إسبانيا، بآخر وصل لتوه ولا يزال بدون وثائق أو عمل، مضيفا "أعتقد أن أفضل شيء هو أن تقوم السلطات الإسبانية بتسوية أوضاع كل هؤلاء الأشخاص"، وتابع "في حالة الأندلس، نحن نتشابه كثيرا مع سكان شمال المغرب، وهو ربما السبب الذي يجعل المغاربة يشعرون بتحسن في الأندلس مقارنة بشمال إسبانيا". وحول موضوع القاصرين المغاربة الذين يعيشون في إسبانيا والذين يوجدون في وضع خاص نتيجة كونهم غير مرافقين، قال الأكاديمي الإسباني إنه كان يفضل أن يتم تشغير مراكز استقبالهم، ولو بشكل جزئي، من طرف مسؤولين مغاربة، لكونهم يعرفون جيدا وضع أولئك الأطفال ويعرفون كيفية توجيههم ودعمهم.