نظمت جامعة عبد المالك السعدي، اليوم السبت بكلية الطب والصيدلة بمدينة طنجة، يوما دراسيا موضوعاتيا في إطار الإعداد لتصور جديد للتكوين المستمر. ويشارك في هذا اليوم الدراسي فاعلون مختلفون من جهة طنجةتطوانالحسيمة، من ضمنهم أساتذة جامعيون ومسؤولون إداريون ومنتخبون وممثلو القطاع الاقتصادي والصناعي، بهدف البحث بشكل جماعي و تسليط الضوء على مجالات الكفاءات الجديدة التي من شأنها أن تساهم في إضفاء قيمة مضافة في المحيط الجهوي العام وسوق الشغل. وفي كلمة له بالمناسبة، أبرز رئيس جامعة عبد المالك السعدي، بوشتى المومني، أهمية أوراش التنمية الكبرى التي تعرفها مختلف ربوع المملكة، وفي مقدمتها جهة طنجةتطوانالحسيمة، التي تعتبر ثاني قطب اقتصادي بالمملكة، وتتوفر على مجموعة المرافق الاقتصادية الكبرى، كميناء طنجة المتوسط ومناطق صناعية مهمة، ومقومات سياحية وثقافية هائلة، والموقع الجيواستراتيجي الذي يربط إفريقيا بأوروبا، كما تعد ممرا أساسيا يربط مختلف مناطق العالم. وقال رئيس الجامعة إن كل هذه المميزات تتطلب مرافقة وتتبعا خاصين على مستوى العرض البيداغوجي والأكاديمي، وكذا البحث العلمي بجامعة عبد المالك السعدي، مذكرا بتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي ما فتئ يؤكد في خطبه المولوية على ضرورة التكوين مدى الحياة، ومواصلة التحصيل المعرفي والعلمي. وأضاف السيد بوشتى المومني، أن التكوين المستمر يجب أن يتأقلم مع التطورات الحاصلة على المستويين الوطني والقاري ومواكبتها، مما سيمكن الجامعات المغربية، ومنها جامعة عبد المالك السعدي، من التموقع بشكل مشرف على المستويين الإفريقي والدولي. من جانبه، استعرض نائب رئيس جامعة عبد المالك السعدي، جمال الدين بنحيون،، المرتكزات الأساسية التي يقوم عليها التكوين المستمر بالجامعة، والتي تتمثل في أربع رافعات أساسية، تتمثل في الإطار القانوني الذي ينظم مجال التكوين المستمر، والعرض الذي تقدمه الجامعة، ثم المشاريع التي قدمت هذه السنة من قبل الأساتذة لرئاسة الجامعة للحصول على الاعتماد، والمحور المتعلق بالتكوين المستمر في خدمة التكوين الأساسي. ورأى جمال الدين بنحيون أن التكوين المستمر يتطور بشكل بارز بجامعة عبد المالك السعدي منذ 2011، بحيث تشير المعطيات الإحصائية الى أن جامعة عبد المالك السعدي وفرت خلال الموسم الجامعي الحالي 68 تكوينا، فيما سينتقل هذا الرقم إلى 74 تكوينا جديدا خلال الموسم الجامعي 2022/2023. وأوضح نائب رئيس الجامعة المكلف بالشؤون الأكاديمية والحياة الجامعية أن تنظيم اليوم الدراسي حول التكوين المستمر هو تنزيل فعلي لتوصية اللجنة البيداغوجية للجامعة، وأن الهدف في المقام الأول من تنظيمه يروم إعداد تصور جديد للتكوين المستمر، يأخذ في الاعتبار توفير الجامعة عرضا جديدا يهم المنظومة الاقتصادية، مع رسم معالم استراتيجية جديدة تضع نصب أعينها ربط الجامعة بالمحيط الاقتصادي، وكذا تسريع تحول منظومة التعليم العالي والابتكار. يشار إلى أن أشغال هذا اليوم الدراسي، الذي شارك فيه متدخلون معنيون بمجال التكوين المستمر من رؤساء المؤسسات الجامعية والأساتذة المشرفون على مختلف التكوينات وممثلو الهيئات المنتخبة بالجهة والاتحاد العام لمقاولات المغرب بالجهة وبنك المغرب والمندوبية السامية للتخطيط، تميزت بتنظيم ست ورشات، الأولى تم تخصيصها للتعليم المستمر باعتباره رافعة عمل، والثانية حول توقعات الفاعلين الاقتصاديين، والثالثة حول التنظيم الإداري والأكاديمي، والرابعة للفاعلين الأكاديميين، ثم الخامسة خصصت للتنظيم المالي والمحاسباتي، ثم الورشة الختامية لتقديم الخلاصات. ويمثل اليوم الدراسي مناسبة، حسب المنظمين، لإبراز التحول الذي يعرفه التكوين المستمر في جامعة عبد المالك السعدي، من خلال عرض تجارب المؤسسات الجامعية الرائدة في المجال، واستكشاف عالم الأعمال والمقاولة، بتحليل المعرفة الفردية والجماعية للمقاولين والمتدخلين كافة، وبحصر الاحتياجات الآنية والمستقبلية في مجال التكوين. يذكر، أن التكوين المستمر بجامعة عبد المالك السعدي، يمثل نسبة 24 في المائة من مجموع التكوينات التي تتوفر عليها الجامعة، أي 68 مسلكا للتحصيل وبلورة المهارات وتثمين المكتسبات، وهو متاح للعاملين في مختلف القطاعات، الخاصة والعامة، ويتيح اكتساب معارف جديدة وكفاءات مهنية ناجعة. كما أن هذه التكوينات مفتوحة في وجه الشباب الحاصل على الشهادات، والباحث عن الشغل، والساعي إلى تحسين كفاءاته وتطويرها، بالإضافة إلى تنمية فرص ولوجه سوق الشغل.