كانت أواصر الأخوة والتضامن بين الشعبين المغربي والجزائري دوما قوية. وتشهد على ذلك الوثائق التاريخية نظير تعليمات من السلطان المغربي تؤكد على ضرورة حسن استقبال الجزائريين الذين حلوا بتطوان بعد احتلال بلدهم من طرف فرنسا سنة 1830. ومن ضمنها رسالة سلطانية بتاريخ 11 جمادى الأولى 1254 إلى عامل تطوان يوردها المؤرخ محمد داود في كتابه "تاريخ تطوان". تقول الرسالة السلطانية: " إن أهل الجزائر ناس غرباء أخرجهم العدو الكافر من أرضهم ووطنهم. والتجأوا إلى إيالتنا، واستظلوا بظل عنايتنا، فينبغي لنا أن نؤنس وحشتهم، ونعاملهم بما ينسيهم غربتهم، لأنهم إخواننا في الدين. وقد أمرنا خديمنا الطيب البياز أن يسقط عنهم الكلف والوظائف كلها قلت أو جلت، رعاية لذلك، وتطوان تبع فاس، فلا تترك من يكلفهم بشيء قل أو جل. وأحسن جوارهم، وعاملهم بما يناسب حالهم، ويظهر أثر العناية بهم والرعاية لهم، تطييبا لنفوسهم وجبرا لخواطرهم ". ويقول التهامي الوزاني في كتاب " الزاوية" : " أخذ الأمير عبد القادر يستنجد ويكاتب أعيان المغرب وعلماءه، فكان من جملة من يكاتبهم في ذلك، الشيخ سيدي محمد الحراق الذي كان كغيره من العلماء وباقي المسلمين يعطفون على الجزائر وجهادها. وكان التطوانيون بالخصوص لهم عطف زائد على إخوانهم في الجزائر حيث كان تصلهم الأنباء عن قرب من بلاد الريف. وقد عرف الجزائريون أن المغاربة التطوانيين يشاركونهم في ألمهم. فطفق أهل العلم والخير وقوم من المستضعفين يلتجئون إلى تطوان فكانوا يصلونها أفرادا وجماعات في أوقات مختلفة، فأدخلوا معهم إلى تطوان العوائد التركية وكثيرا من ثقافة الجزائر وأخلاقها. فأخذ التطوانيون يأخذون عنهم الحضارة التي جاءوا بها وضموها إلى الحضارة الأندلسية المغربية التي كانت موجودة بالبلد".