فتح انتخاب مكتب جديد لاتحاد طنجة برئاسة محمد أحكان، باب الأمل لتحسين وضعية الفريق و العمل بطرق احترافية بعيدا عن العشوائية و الارتجال التي تتخبط فيها كرة القدم الوطنية. مَبعث هذا الأمل هو الإجماع الحاصل حول شخصية الرئيس داخل الأوساط الكروية بمدينة طنجة و على رأسها جمهور الاتحاد، و كذلك الأداء الجيد للجنة المؤقتة تحت رئاسة أحكان، التي دبرت شؤون اتحاد طنجة في الفترة الانتقالية الصعبة بصبر و ثبات. المهمة ليست سهلة أمام المكتب الجديد، خصوصا أن سقف انتظارات الجمهور الطنجاوي ارتفعت كثيرا بعد تحقيق لقب البطولة الوطنية سنة 2018، لذلك أمام المكتب تحديات كبيرة في عصرنة الفريق و تحديثه و الرقي به كي ينافس النوادي الوطنية و القارية الرائدة. في تقديري المتواضع هناك ثلاث أولويات مطروحة على المكتب الجديد: 1 إرساء إدارة تقنية احترافية: تتكون من خبراء مارسوا كرة القدم و تلقوا تكوينا لا بأس به، مهمتها وضع مخطط بعيد المدى وفق أهداف محددة، لإخراج مشروع رياضي واضح يطبع فريق اتحاد طنجة و يميزه عن باقي الأندية الوطنية، مع الاستثمار في مدرسة الفريق بالإشراف على الفئات الصغرى حتى تكون قادرة على إنجاب لاعبين مؤهلين لحمل قميص الفريق الأول. كما يناط بها تدبير ملف الانتقالات و الانتدابات و اختيار مدرب الفريق، حتى لا تتكرر بعض الظواهر السلبية في البطولة الوطنية، كالتعاقد مع لاعبين دون موافقة المدرب أو حتى قبل التعاقد معه، أو سوء اختيار اللاعبين، حيث يتم التعاقد مع لاعبين في مراكز لا يحتاجها الفريق، مقابل عدم انتداب أي لاعب في مواقع يعاني الفريق نقصا حادا فيها، مما يطرح سؤال مضاربات وكلاء اللاعبين. كما لوحظ انتداب لاعبين بمبالغ مالية كبيرة و هم أقل شأنا من الناحية الفنية و لا يضيفون أي شيء للفريق، في الوقت الذي يتم فيه استبعاد أبناء الدار الذين يفضلون الانتقال لفرق أخرى. كما أن غياب إدارة تقنية قارة، قد يدفع إلى انتداب لاعبين كبار السن، قد يكون لهم تاريخ كبير لكنهم يستعدون لإنهاء مشوارهم الكروي فيكون فيكون عطاؤهم دون مستوى التطلعات، أو اللجوء لأسلوب الإعارة مما يفقد الفريق لاعبين أساسيين عند انتهاء عقد الإعارة وعودتهم لفرقهم الأصلية. 2 إنشاء قسم للإعلام و التواصل: كما هو معروف فإن حسن التواصل مع الجمهور المتعطش لأخبار فريقه المحبوب، أو مع الإعلام الذي يسعى لامتلاك المعلومة، ضرورة أساسية للفريق الناجح، لذلك على المكتب الجديد أن يعد فريقا إعلاميا محترفا، يقوم بنقل كل صغيرة و كبيرة على الفريق، كما نتابع في بعض الفرق الاحترافية الإفريقية، حيث تجعل من صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي، منصة لنقل أخبار الفريق بدقة و احترافية، فيتم تصوير التداريب و يقدم ملخصات عنها مع بعض التصريحات للاعبين أو المدرب، كما أن كاميرا الفريق تصاحبه في السفريات خارج المدينة لنقل الأجواء التي تسبق المبارايات، كما أن الصفحة تقوم بالإخبار عن اللاعبين المصابين و مدة غيابهم. كذلك ينبغي على الفريق الإعلامي أن ينسج علاقات ودية مع الإعلام المحلي و الوطني، حتى يسهل عليه نشر كل ما يتعلق باتحاد طنجة في وسائل الإعلام. و في الأخير لابد من تعيين الناطق الرسمي باسم الفريق يشكل حلقة وصل مع الإعلام و الجمهور. 3 توسيع قاعدة المنخرطين: الفرق الكبيرة هي التي لها تواجد قوي داخل جمهورها، ففريق الأهلي المصري مثلا، نظم مؤخرا انتخابات الرئاسة صوت فيها ما يقارب 120 ألف منخرط. فرقنا الوطنية لازالت تربطها علاقة متشنجة مع المنخرط و كأن النادي هو ملك خاص لا يجوز للآخرين الدخول إليه. على اتحاد طنجة أن يكون فريقا لكل الطنجاويين، حيث سينتعش النادي ماليا بكثرة الانخراطات، و ستتوفر قاعدة بشرية واسعة ستساهم في تطوير الفريق، مع خفض واجب الانخراط. ينبغي التفكير في ورش فتح باب الانخراط بروية، مع انتهاج سياسة التدرج أمام المنخرطين. هناك ملفات أخرى تنتظر المكتب الجديد، منها تجميع أرشيف الفريق و استكتاب أحد المهتمين بتاريخ كرة القدم، حتى يدون تاريخ اتحاد طنجة، مع الاهتمام بقدماء اللاعبين، بإشراك بعضهم في التسيير الإداري أو التقني و تأسيس جمعية الأعمال الاجتماعية تصون كرامة اللاعبين القدماء. الكلام يطول فيما ينبغي فعله، نتمنى أن ينجح المكتب الجديد في مهامه و يجعل من فريق اتحاد طنجة علامة بارزة في كرة القدم الوطنية.