قدم مؤخرا الخطاط المغربي أحمد الصديقي برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان محاضرة اختار لها كعنوان " الخط العربي: أصوله، أشكاله وتجلياته"، وذلك بحضور الشاعر عبد اللطيف شهبون، مسيرا لهذا اللقاء، وممثلا لرئيس جامعة عبد المالك السعدي حذيفة أمزيان الذي دعم بأريحية هذا للقاء، ومجموعة من طلبة الدكتوراه والماستر، وبعض وسائل الإعلام المحلية. وقد تناول الخطاط أحمد الصديقي في هذه المحاضرة قضايا ترتبط خصيصا بأصول الخط العربي، حيث تحدث عن المصادر والجذور الأولى التي جاء منها الخط العربي وهي الخط النبطي الذي استفاد من الخطوط الأولى كالمسند والحميري والكتابة الهيروغليفية والصينية والحثية بالبمن وغيرها، كما تعرض لتطور الكتابة العربية والخط العربي عبر التاريخ: قبل الإسلام وفي العصر الإسلامي، مبرزا أنه تم الاهتمام بالخط العربي من طرف العلماء والمفكرين العرب، وما جاء في القرآن وحديث النبي محمد ( ص) من اهتمام به، أيضا. وذكر الخطاط الصديقي بعض الاستشهادات التي عبر من خلالها بعض المفكرين والفنانين الأوربيين والعرب عن الخط العربي الذي يعد من أجمل الخطوط العالمية، وعن إبداعيته، وفنيته، واعتباره أداة للمعرفة، إضافة إلى بيانه وجماله الشكلي. من جانب آخر، تحدث الصديقي عن جهل عدد من الناس بالقيمة الفنية والإبداعية للخط العربي، وتجاوب طلبة الدكتوراه والماستر مع محاضرته. وقال في تصريح ل" شمال بوست" إنه يعتقد أن حقق جزءا عظيما من مشروعه في الخط العربي الذي يعتبره أهم مشروع في تاريخ المغرب في مجال هذا الفن الذي بخس حقه، لكنه مازال يراهن على إنشاء معهد للخط العربي بتطوان، الذي ينادي به باستمرار، كما هو الحال في مصر وسوريا وتركيا والمغرب ( بالدار البيضاء بجوار مسجد الحسن الثاني)، وهو مشروع ليس من الصعب إنجازه من طرف المسؤولين. وكان الشاعر عبد اللطيف شهبون قدم الصديقي كخطاط مرموق وموهوب، معتبرا أن التخطيط والتحقيق واللغة العربية يستمدان روحهم من الخط العربي، ومعتبرا الصديقي، استنادا إلى مقال كتبه الناقد نجيب العوفي عنه، خطاط ماهر فيتطريز الحرف العربي وما ينفك يدعو، في مختلف المواقف والمحافل، على إدراج الخط العربي في برامج ومناهج التعليم من أجل صون هويته وحرمته وإشعاعه بين الأجيال.