يصفُهم تنظيم "داعش"، الذي يُطلِق على نفسه اسم "الدّولة الإسلامية"، ب"فُرسان الخلافة"، بعد أن يُفجّروا أنفسهم بأحزمة ناسفة أو عبوات مفخخة، وسط الأحياء المكتظة بالشيعة في العراق، أو باستهداف مؤسسات حيوية بسوريا تهمّ محطات الغاز والنفط على وجه الخصوص.. إنهم المقاتلون المغاربة الذين ينفذون عمليات انتحارية، تجعل منهم "انغماسيّين" في الصف الأوّل من جبهات القتال وقنابل متنقلة.. قبل أيام، نفذ مُقاتلان مغربيان ضمن تنظيم "داعش"، هُما أبو علي المغربي وأبو أيوب المغربي، هُجوماً انتحاريّا بواسطة حزام ناسف وعبوات مفخخة قدرت بحوالي 2 طن محملة فوق سيارة من نوع "بيكاب"، شمِل شركةً للغاز في قرية الفرقلس القريبة من حمص السورية، وهي الشركة التي وصفها التنظيم كونها "ثاني أكبر شركة للغاز في الشام". وحسب مصادر إعلامية موالية ل"داعش"، فإن عناصر التنظيم استهدفت حاجزا لجيش النظام السوري القريب من محطة الغاز بقرية الفرقلس، بهدف السيطرة عليها، قبل أن يعمد مقاتل مغربي إلى تفجير سيارته المفخخة تبعه تفجير آخر بحزام ناسف، نفذه مغربي ثانٍ، ما أدّى إلى سقوط قتلى وجرحى، لم يحدد عددهم. من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن الإرهابيين الانتحاريين فجّرا سيارة مفخخة أمام مدخل شركة الغاز، "لدى تصدي عناصر الحماية لهم ما أسفر عن وقوع خسائر بشرية وأضرار مادية بسيطة"، مشيرة إلى أن البنية التحتية لمحطة الغاز "لم تتضرر جراء التفجير وأن المعملين ما زالا في الخدمة ويعملان بشكل طبيعي". وظهر الداعشيّ الأول وهو أبوعلي المغربي، الذي لقبه إعلام التنظيم ب"المنغمس بأعداء الله"، في صورة يبدو من خلالها أنه لم يتجاوز ربيعه العشرين، فيما ظهر المقاتل المغربي الثاني، ويلقب ب"أبو أيوب"، في صورة وهو ملثم بلثام أسود ويحمل بين يديه سلاح رشاشاً، بوصفه "المنفذ على أعداء الله". وقال بلاغ ل"داعش"، تناقلته المواقع الالكترونية التابعة له، إن قواته شنّت "هجوما ناجحاً" على شركة "الفرقلس" للغاز، وأن منفذَيّ العمليّة "انطلقا فدكّا حُصون النصيريين وتجمعاتهم ضاربين ثاني أكبر شركة غاز في الشام.."، مضيفا أن الهجوم خلّف مقتل كل من كان في الشركة "وأبادوا الحواجز الموضوعة لحمايتها"، دون أن يتحدث التنظيم عن سيطرته على المحطة. وفي بغداد، أعلن "داعش" تبنّيه لعملية وصفها ب"الاستشهادية" نفذها من لقبه ب"أبي غريب المغربي"، واستهدف خلالها تجمع للشيعة شمال العاصمة العراقية، مشيرا إلى أن الداعشي المغربي "فجّر حزامه الناسف وسط تجمع مليشيات الحشد الشيعي قرب منطقة ذراع دجلة – التاجي". وأشار المصدر ذاته إلى أن الهجوم أودى بحياة وأصاب عدداً كبيراً من الحشد الشيعي، دون أن يحيل إلى عددهم بالضبط، فيما تحدث البلاغ ذاته عن تنفيذ هجوم مماثل في منطقة "الحماميات" استهدف تجمعا آخر للشيعة، "قتل وأصيب العشرات من أفراد الصحوات"، دون ذكر منفذ العملية وهويته.