شكلت الانتخابات المهنية لهيئة المحامين بطنجة لحظة فاصلة من لحظات الانتصار لمهنة الدفاع باعتبارها واحدة من روافد البناء الديمقراطي والدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب بالنظر إلى الأسماء التي استحقت التواجد بمكتب الهيئة. ولأن الانتخابات المهنية للمحاميات والمحامون لم تكن في يوم من الأيام ببلدنا شأنا مهنيا خالصا، بل شأنا مجتمعيا يتابعه الرأي العام وقواه الحية، كانت ليلة أول أمس الجمعة ويوم أمس السبت عرسا نضاليا ديمقراطيا صفق له كل أحرار وشرفاء البلاد، وتنفس بعده الصعداء عدد غير قليل سواء من أبناء المدينة أو أيضا من المحامين والمحاميات الذين لم يتم انصافهم من قبل. اختيار المحامي "أنور البلوقي"، ابن الشعب وأحد أنزه وأبرز المحامين بمدينة طنجة المعروف بمواقفه وخصاله الانسانية كنقيب لهيئة المحامين بطنجة، لم يكن انتصارا مقتصرا عليه فقط، بل كان نصرا لكل الصف الديقمراطي التقدمي الكفاحي المؤمن بقيم حقوق الإنسان ولكل المؤمنين بقيم الوفاء والعدالة، كيف لا وهو الرجل المؤمن بقيم حقوق الإنسان، وهو الذي اختار الترافع من أجل المظلومين. انتخاب النقيب "أنور البلوقي" كان اختيارا وعنوانا للمرحلة القادمة في مسلسل الدفاع عن مهنة النبلاء والحقيقة، وانحيازا لقضايا ستفرضها المرحلة القادمة في الانتصار للمحاميات والمحامين ونضالات تقوية قواعد البناء الديمقراطي وحقوق الإنسان في المغرب، فهو الرجل الذي دافع عن معتقلي حراك الريف وعدد من معتقلي الرأي. ولا يمكن أن يكتمل نصاب وفسيفساء هذا المتراس الحقوقي الوطني إلا بوجود هرمين من أهرام المحاماة بهيئة طنجة، هما النقيبين أحمد أشهبار وابراهيم السملالي، الذين يعول عليهما في إكمال معركة إعادة الكرامة والاعتبار لمهنة الحقيقة والضوء نحو مغرب العدالة، ويتواجد معهم النقيب السابق هشام الوهابي. انتهت الانتخابات المهنية بهيئة طنجة مرصعة بأسماء أخرى من شرفاء هذه المهنة من القيدومين والأساتذة الشباب الذين كانوا عناوين في مسيرتهم لقيم النبل والشرف والنزاهة، وكانت أصوات زميلاتهم وزملائهم تأكيدا واعترافا لهم بعلو كعبهم ومروءتهم وصدقهم في الدفاع عن الحقيقة والكرامة. لائحة شرف هي أكثر منها لائحة منتصرين في انتخابات، يتقدمها في صنف المحامون الممارسون للمهنة لأكثر من 20 سنة، المناضل السياسي والحقوقي الحكيم "عبد الله الزايدي"، والحقوقية المدافعة عن حقوق الإنسان المتواجدة دائما الى جانب الفقراء والمظلومين الأستاذة "خديجة جنان" والرئيس السابق لجمعية المحامون الشباب "عزيز البغيل"، وأيضا الفاعل الجمعوي المحامي "ظافر العزوزي" بالإضافة الى كل من الأساتذة "محمد النوينو "والمحامي "أحمد سليمان" و"جمال الدين أبقيو". أما عن صنف أقل من 20 سنة من ممارسة مهنة المحاماة، فكما كان متوقعا تواجد بمجلس الهيئة المحامي الشاب "عادل لعروسي"، الذي سبق وأن تحمل المسؤولية في مكتب جمعية المحامون الشباب، والوفي لمبادءه في زمن تلوثت فيه المبادئ وضاعت الحقائق، فقد فاز بثقة زملائه وزميلاته، ليلتحق بكوكبة الخط التقدمي الديموقراطي المنتصر للمهنة ولحقوق الإنسان في شموليته وكونيته. وبالإضافة الى هذه الأسماء، انضافت كوكبة من الشرفاء من بينهم المحامي "عماد القضاوي" و الفاعل الجمعوي والحقوقي المحامي "عبد الصمد الناصيح" و"رشيد بن علال" و"محمد بن عجيبة" و"شعيب عاهدي" وأيضا "عبد الحفيظ العزوزي". كتيبة نزيهة من النقباء والقيادمة والشباب تحيط بنقيب جديد صادق وفي ومناضل، كتيبة يعول عليها أن تكون سيفا وميزانا للحقيقة والدفاع عن مهنة طالما كانت رافدا من روافد البناء الديمقراطي وركنا أصيلا من أركان العدالة بالمغرب. تجدر الإشارة إلى ان هيئة المحاماة بتطوان، أيضا أشرت على ثورة ناعمة، حيث أفرزت الإنتخابات المهنية كوكبة من الأشخاص المنتصرين للحق وللقيم الديموقراطية، يتقدمهم النقيب "محمد بن حساين". كل التوفيق لنساء ورجال مهنة الدفاع عن الحقيقة وشارة نصر للمراهنين على استكمال بناء مغرب العدالة والكرامة والمحاكمة العادلة.