ساهم التقارب الأخير بين مدريد والرباط في خفض تدفقات المهاجرين إلى اسبانيا بمعدلات تصل في بعض الأحيان إلى النصف، حيث كشفت بيانات وزارة الداخلية أن "عدد الواصلين إلى مدريد خلال ثلاثة أشهر الأولى من هذا العام بلغ 4287، مقارنة ب 8727 في العام الماضي". ويتضح هذا الاتجاه التنازلي، إلى حد كبير، من خلال الانخفاض الذي سجل ابتداء من العام الماضي، والذي تزامن مع المصالحة بين إسبانيا والمغرب. وتعتبر المسالك البحرية لجزر الكناري الأكثر نشاطا، حيث تمكن 53 قاربا من بلوغ الأرخبيل خلال الربع الأول من العام الجاري، في حين وصل 123 قاربا في العام الماضي. وفقا للبيانات التي نشرتها وزارة الداخلية الإسبانية، أمس الاثنين، تواصل جميع طرق الهجرة السرية الانخفاض، باستثناء مداخل شبه الجزيرة الخضراء وجزر البليار عبر البحر. ووصل 1591 شخصا على متن 155 قاربا في الفترة من 1 يناير إلى 31 مارس المنصرم، ينما وصل في الفترة ذاتها من العام 2022 ما مجموعه 1841 شخصا على متن 176 قاربا. وفي الربع الأول من عام 2022، عندما كانت العلاقات الدبلوماسية بين مدريد والرباط مجمدة، كانت الهجرة غير النظامية خارجة عن السيطرة تماما. ولا يزال هذا الانخفاض، بحسب البيانات الرسمية للوزارة، مستمرا شهرا بشهر حتى وصل إلى أدنى معدل له في نهاية مارس، مع انخفاض عدد الوافدين غير النظاميين بنحو 51%. كما انخفض الدخول غير المنتظم إلى سبتة ومليلة عن طريق البحر والبر، على الرغم من أنه نادرا ما يتم تسجيل الوافدين إلى المدينتين عن طريق المياه. ودخل 199 شخصا إلى سبتة عبر هذا الطريق، أي أقل بنسبة 3.9% عن العام الماضي، و21 إلى مليلية، 97.7% أقل مما كانت عليه في الربع الأول من عام 2022. وتشير المعطيات الرسمية إلى أنه بعد واقعة "سياج مليلية" تراجع تدفق المهاجرين بفضل التعاون الأمني المغربي الإسباني، حيث فضل عدد من المهاجرين مغادرة المنطقة والبحث عن فرص أخرى بعيدا عن الجيب المحتل. وفي بداية السنة الماضية، رصدت الداخلية الإسبانية ارتفاع معدل الهجرة إلى حوالي 73.2% مقارنة بالعام السابق. ومع ذلك، بعد شهر واحد بلغت هذه الزيادة 34.7%. تم نسخ الرابط