شهدت صناعة السيارات بالمغرب خلال السنوات العشر الأخيرة، نموا مضطردا، حسب ما أكده مكتب الدراسات الاقتصادية البريطاني "أوكسفورد بيزنس غروب"، مبرزة أن المغرب أضحى يحتل الرتبة الأولى في مجال صناعة السيارات على مستوى منطقة شمال إفريقيا، والثانية على صعيد القارة الإفريقية بعد جنوب إفريقيا. وأضاف المكتب، الذي يوجد مقره في لندن، أن إنتاج وصادرات القطاع سيواصلان وتيرتهما التصاعدية إلى مستويات أعلى، خاصة بعد إطلاق خط إنتاج جديد من طرف شركة "رونو" مؤخرا، والتي تتوفر على أغلبية أسهم الوحدتين الرئيستين لإنتاج وتركيب السيارات بالمغرب وهما الشركة المغربية لصناعة السيارات "صوماكا"، ومصنع ملوسة قرب المنطقة الحرة بطنجة. وأوضح مكتب الدارسات الاقتصادية البريطاني، أن مصنع ملوسة، التي تصنع به السيارات ذات تكلفة المنخفضة "داسيا" التابعة لمجموعة "رونو"، شهد نموا كبيرا في أكتوبر الماضي بعد إطلاق خط الإنتاج الثاني مما ضاعف القدرة الإنتاجية للمصنع مرتين حيث وصلت إلى 340 ألف سيارة، مما يجعله أكبر مصنع للسيارات في إفريقيا. وأبرز أن كلفة إحداث خط إنتاج جديد بمصنع ملوسة، بلغت 400 مليون أورو، مما رفع إجمالي الاستثمارات بالمصنع إلى نحو 1ر1 مليار أورو، مضيفا أن هذه التوسعة، تجعل المغرب يسير قدما ليصبح من كبار مصنعي السيارات، مشيرا إلى أن مكتب الدراسات "برايس واتر هاوس كوبرس" يتوقع احتلال المملكة للمرتبة التاسعة عشرة عالميا في مجال تصنيع السيارات بحلول سنة 2017. وأشار التقرير إلى أنه إلى جانب خلق مناصب الشغل لفائدة الساكنة المحلية، فإن مصنع ملوسة، أضحى مرادفا لإقلاع ونمو الصادرات المغربية، في ظل توجيه الجانب الأكبر من إنتاج المصنع للسوق الخارجي. وحسب تقديرات مجموعة "رونو" فإن بلوغ المصنع مرحلة الإنتاج القصوى ستجعله يساهم بنحو عشرة بالمائة من إجمالي صادرات المغرب، بالرغم من استيراد بعض الأجزاء التي سيتم استخدامها في إنتاج السيارات، وهو ما يبرز التأثير الوازن لإنتاج المصنع في الميزان التجاري.