يخوض حزب التجمع الوطني للأحرار كباقي الأحزاب السياسية الأخرى بتطوان معركة الانتخابات بشقيها الثلاثي ( البرلماني والجهوي والمحلي). ويأمل التجمعيون بقيادة " الطالبي العلمي" وكتيبته في تكرار نتائج الانتخابات السابقة التي بوأته المرتبة الأولى سنة 2009 رغم عدم حصوله على الرئاسة بعد أن كان قاب قوسين من تحقيق الأغلبية المطلقة، في حين احتل المرتبة الثانية سنة 2015. دخول الأحرار للمعارضة في ولايتين بجماعة تطوان كان مكسبا للحزب، حيث كشف بالوضوح والملموس ضعف المنافس الأول حزب العدالة والتنمية في تدبير الشأن الجماعي بتطوان سواء على المستوى الإداري أو على مستوى انتظارات الساكنة التي خاب أملها في الحزب الذي طالما رفع شعار محاربة الفساد والاستبداد بينما عمل على تسجيده على أرض الواقع داخل الجماعة الترابية، أبان عنه الاحتقان الواضح في صفوف الموظفين بلغت حد إعلان تيار نقابي عن دخوله في اعتصام مفتوح لأول مرة في تاريخ بلدية تطوان. مصادر موثوقة من داخل جماعة تطوان، كشفت أن فترة حزب التجمع الوطني للأحرار تعد الأبرز في تاريخ بلدية تطوان، وذلك ما تشهد به الأرقام المسجلة بأرشيف الجماعة الترابية، حيث ترك "الطالبي العلمي" قبل تسليمه مفتايح البلدية ل"محمد إدعمار" فائضا في الميزانية يقدر بحوالي 30 مليون درهم، وتنفيذ جميع الأحكام القضائية الصادرة في حق الجماعة إضافة إلى المستحقات الكاملة لفائدة شركات التدبير المفوض لقطاع الماء والكهرباء والنظافة. المكتسبات التي تركها حزب التجمع الوطني للأحرار، هدمها حزب العدالة والتنمية في ولايتين سابقتين بعد أن أدخل جماعة تطوان في غياهب الديون المتراكمة لفائدة شركات التدبير المفوض والاغيار بعد سلسلة من الأحكام الصادرة في حق الجماعة والتي كان بعضها يثير التساؤل بسبب عدم استئنافها. فشل " إدعمار" انعكس طبعا على الاستثمار بالمدينة حيث عجز عن مواكبة المشاريع الكبرى المبرمجة ضمن البرنامج المندمج لمدينة تطوان، دفع وزارة الداخلية إلى التدخل في العديد من المناسبات لدفع حصة الجماعة في هذه المشاريع ( ترميم المدينة العتيقة، المركب الغذائي…. ) واحتسابها كديون. "الطالبي" بكتيبته التي يتواجد بها رجل ثقته "مصطفى البكوري" وعناصر القوة المتمثلة في " الشرقاوي، الحسيوتي" مع القادمون الجدد " مصطفى بناجي" و" طارق السباعي" يعي جيدا أن الرهان بعد استعادة بلدية تطوان، هو إخراجها من الأزمة المالية التي تغرق فيها منذ 12 سنة، من خلال جلب الأموال والاستثمارات وتهيئة المناخ المناسب لاستعادة ثقة المقاولين ورجال الأعمال، ودعم المقاولات الصغرى والمتوسطة وخلق فرص الشغل. لا يختلف اثنان على أن العلاقات المتشعبة التي اكتسبها "الطالبي" كرجل دولة بعد تقلده مناصب كبرى كرئيس البرلمان والجهة ووزير في عدة حكومات، إضافة إلى كونه رجل ثقة رئيس الحزب "عزيز أخنوش" تضع على عاتقه مسؤولية إنقاذ مدينة تطوان واستعادة بريقها الذي خفت طيلة 12 سنة من تسيير حزب العدالة والتنمية.