دق دكاترة وخبراء ومختصون في علاج الإدمان على المخدرات القوية بتطوان ناقوس الخطر، بعد تسجيلهم ارتفاعا كبيرا في التعاطي للحشيش ولمخدر الهيروين بعدما أغلقت متاجر بيع الخمور والمشروبات الروحية أبوابها نهائيا بولاية تطوان. وحذر هؤلاء في تصريحهم للإعلام، من تسجيل متعاطين جدد للمخدرات، سواء الحشيش أو الأقراص المهلوسة (القرقوبي) أو "الشيشة" والهيروين، بسبب إغلاق متاجر وأسواق عامة بتطوان مخصصة لبيع المشروبات الروحية أبوابها منذ شهرين، ما أرغم المدمنين على الكحول إلى اللجوء إلى تعاطي هذا النوع من المخدرات كبديل قد يساعدهم، حسب فهمهم، على تحمل المشاكل والصعوبات الحياتية دون شرب الخمر. وفي الوقت الذي أعرب العديد من المواطنين عن ارتياحهم بعدما أصبحت تطوان مدينة بلا متاجر للخمور، أكد بعض الخبراء أن الآلاف من المدمنين على الكحول سيصبحون لا محالة مدنين على مخدرات قوية أكثر فتكا بالصحة وبأمن المدينة نظرا للارتباط الوثيق، حسب قولهم، بين الإدمان على المخدرات القوية والانحراف، في الوقت الذي يرتاد فيه المدمنون على المشروبات الروحية، من أصحاب الطبقة الغنية، بعض الحانات الشاطئية الممتدة على طول شواطئ إقليمتطوان. وفي مرتيل، وبعد تسجيل نسبة ارتفاع كبيرة في عدد المتعاطين لتدخين "الشيشة"، شنت فرقة من الشرطة القضائية، رفقة عناصر من الأمن العمومي، ليلة أول أمس، حملة ضد مقاهي الشيشة، أسفرت، خلال 48 ساعة، عن حجز 150 شيشة وكمية مهمة من علب النرجيلة و "المعسل"، كما تم توقيف العديد من زبناء بعض المقاهي قبل الإفراج عنهم، فيما تم الإبقاء على اعتقال شاب تبين أنه مبحوث عنه استنادا إلى مذكرة اعتقال على المستوى الوطني. وجاءت "الحملة" بتعليمات من عامل عمالة المضيق- الفنيدق الذي أبلغ رسميا جميع المقاهي التي تقدم الشيشة لزبائنها بقرار ينص على منع تقديم هذا المنتوج التبغي للزبائن، وفي حال المخالفة فسوف يتم تغريم المقهى المخالف لهذا القانون أو إغلاقها. واستند القرار العاملي السابق إلى الفصل 609 الفقرة11 من القانون الجنائي الذي أكد على معاقبة الأشخاص الذين يخالفون المراسيم والقرارات المتخذة من طرف السلطات الإدارية بصورة قانونية عندما لا تكون تلك المخالفات معاقبا عليها بنصوص خاصة وذلك بغرامة مالية. وكان عبد الكريم الحامدي، عامل عمالة المضيقالفنيدق، قد توعد سابقا "المشرملين" بالمنطقة بالاعتقال والحد من انحرافهم، مشددا، في الوقت نفسه، على محاربة كل المروجين للشيشة والأقراص المهلوسة "القرقوبي"، ومروجي المخدرات القوية منها والصلبة. وكشف الحامدي، في لقاء تواصلي سابق له عن إحداث تنسيق محكم بين كل الفاعلين للحد من الجريمة والقضاء على ظاهرة "التشرميل"، مشيرا إلى أن دوريات ليلية تضم كلا من عناصر السلطات المحلية، والشرطة، والقوات المساعدة، تنتشر داخل معظم الأحياء، خصوصا الهامشية منها، لاستتباب الأمن ومحاربة الجريمة.