"رب ضارة نافعة" أن تساهم جائحة كورونا في كشف مميزات مطار سانية الرمل بتطوان الذي حكم عليه أن يصبح خاصا للرحلات الداخلية. ومؤخرا بات المطار يستقبل خلال فصل الصيف طائرات قادمة من الجنوب الإسباني وبالضبط من مدينة مالقا، بعد أن فتحت شركة إيرلندية خط جوي يربط بين تطوان ومالقا بأسعار تفضيلية مما ساهم نوعا ما في إنعاش حركة الملاحة الجوية، إضافة لرحلات استثنائية صيفية اتجاه بلجيكا وهولندا. إجلاء المغاربة العالقين بإسبانيا وتركيا من طرف السلطات المغربية، جعل من مطار سانية الرمل قاعدة لنزول الطائرات القادمة من إسطنبول. واستقبل المطار عددا من الرحلات الجوية التي أقلت أزيد من 1000 مغربي، الأمر الذي أبان عن وجود مؤهلات تقنية ولوجيستية لاستقبال الرحلات الدولية. ورغم هذه المميزات واستقباله ل أزيد من 1000 مسافر في بضعة أسابيع خلال عملية إعادة المغاربة العالقين بالخارج، يظل مطار سانية الرمل بتطوان في الأوقات العادية يعيش على وقع الركود بسبب قلة الخطوط الجوية التي تربط بينه وبين باقي الوجهات العالمية. واحتكار مطار ابن بطوطة لمعظم الرحلات الدولية بجهة الشمال. وكان فايسبوكيون بتطوان قد تحدثوا السنة الماضية، وبعد عزم الشركة الإيرلندية للطيران على إطلاق خط جوي بين تطوان ومالقا بمعدل رحلتين اسبوعيا (تحدثوا) عن تحرك لوبي لوكالات أسفار بالشمال عبر صفحات فايسبوكية لمهاجمة مطار سانية الرمل وترويج عدم أهليته وتوفره على المقومات التي تخوله استقبال رحلات دولية لإفشال التطور الذي سيعرفه المطار وما سيترتب عن ذلك من انتعاشة في قطاع وكالات الأسفار والفنادق بعمالتي تطوان والمضيق-الفنيدق. وعقب استقبال مطار سانية الرمل لهذا الكم من الطائرات والمسافرين خلال جائحة كورونا، بدأت أصوات تتعالى عبر منصات التواصل الاجتماعي تطالب بإضفاء الصفة الدولية على أقدم مطارات المغرب، وربطه بمطارات دولية بأوروبا وتركيا والشرق الأوسط على الأقل خلال فصل الصيف. وسيمكن لا محالة هذا الإجراء من تعزيز العرض السياحي بالمنطقة سواء الأثري بمدينة تطوان أو الساحلي بمنطقة تمودة باي مما سيساهم في خلق مناصب الشغل وإنعاش قطاعات أخرى مرتبطة بالسياحة كالنقل البري والمطاعم والصناعة التقليدية وكذا على مستوى الاستثمار في المجال.