نظمت الثانوية التأهيلية الإمام الغزالي بتطوان النسخة الثانية من مؤتمر “نموذج الأممالمتحدة” وذلك بمشاركة حوالي 22 مؤسسة تربوية تضم ثانويات تأهيلية وإعدادية عمومية وخصوصية بتراب مديريتي تطوان والمضيق الفنيدق، وجمعيات مجتمع مدني فاعلة في الحقل التربوي بتطوان، إضافة إلى طلبة من كليات جامعة عبد الملك السعدي بتطوان وطنجة قدماء الثانويات المشاركة فضلا مشاركين من جنسيات أجنبية من نادي الطلبة الأجانب بنفس الجامعة. وعقدت النسخة الثانية طيلة أيام 18 و19 و20 يناير2020 الماضي في موضوع “الهجرة الدولية” تحت شعار “من أجل علم يسع الجميع”، وذلك بدعم عدد من “شركاء البناء” في مقدمتهم المديرية الإقليمية تطوان وكلية أصول الدين وكلية العلوم ومركز الأقسام التحضيرية، ومؤسسة تمكين، وجماعة تطوان، وشركة أمانديس للتدبير المفوض بتطوان، وجمعية الأمل النسائية، وجمعية تطاون أسمير وعدد من الفاعلين الاقتصاديين بالمدينة. وقد لقي المؤتمر نجاحا باهرا تقنيا وتنظيميا ناقش وعبر خلاله المشاركون الذين تقمصوا أدوارا ديبلوماسية وفق بروتوكول الأممالمتحدة ممثلين ثلاثين دولة من دول العالم الفاعلة في ساحة الأحداث السياسية والاقتصادية. وعلى مدى ثلاث أيام عبر المشاركون عن رغبتهم الجادة في أن تفتح جميع دول العالم حدودها لاحتضان من لا وطن له دون قيد أوشرط، كما عبروا بقراراتهم المستوحاة من فلسفة الأممالمتحدة عن آمالهم في عالم يسوده التآخي والسلام خال من النزاعات والحروب الطائفية، والضرب بيد من حديد على كل من سولت له قوانينه إهانة كرامة الإنسان عامة والمهاجرين خاصة، داعين إلى تكييف القوانين في المستقبل بما يضمن العيش المشترك دون ميز عنصري أو تفريق سوسيواقتصادي أو جغرافي. وقد أغنت المشاركة الأجنبية النقاش وأضفت على المؤتمر خصوصية الجدية والمسؤولية في معالجة موضوع الهجرة الدولية بشهادات حية وصادقة لامس من خلالها المشاركون عن قرب هموم وتفكير الآخرين من الدول الأخرى. كما تميزت هذه النسخة باستثنائية تمثلت في مشاركة وفود مكونة من مشاركين ذوي الاعاقة، مما أضفى عليه صبغة نشاط دامج أشرك فئات متنوعة من المشاركين. وفي الختام كان المدير البيداغوجي للنشاط قد وصف هذا النموذج بنموذج بيداغوجي يتماشى كليا ومقاربة الكفايات وأهداف النموذج البيداغوجي في الرؤية الاستراتيجية الموجهة للنظام التربوي المغربي، كما وصفه أيضا بمدرسة للقيم وتنمية المهارات الحياتية/الذكية وظيفتها صناعة قادة المستقبل ورسم معالمه بأجياله التي ستعيشه. كما عبر جميع الحضور من مسؤولين وأولياء الأمور في كلماتهم عن تأثرهم البالغ بما شاهدو وعاينوا واعتزازهم وافتخارهم بأبنائهم، وإعجابهم الكبير بهذا النشاط النوعي الرائد لما فيه من ارتقاء بشخصية المتعلمين وصقل لطاقاتهم وفرصة للإبداع، وتجويد أنشطة الحياة المدرسية بالمؤسسات التعليمية على أمل أن تستمر التجربة في نسخ أخرى قادم السنوات لاستهداف أكبر عدد ممكن من المستفيدين وتعميم التجربة تدريجيا حتى تشمل كل ربوع الوطن الحبيب. وجدير بالذكر أن هذا النموذج هو تمرين دبلوماسي ديمقراطي مواطن ينخرط في سياق عدد من النماذج التي تنظم على مستوى دولي تقوم على محاكاة الجمع العام لمنظمة الأممالمتحدة حيث يتقمص فيه المشاركون أدوار السفراء والمندوبين والمسيرين لمعالجة ومناقشة قضايا كونية راهنة تهدد الإنسانية والخروج بقرارات أممية جريئة تصب في ميثاق وأهداف الأممالمتحدة، تحظى بتتبع ومواكبة من طرف المنظمة المذكورة خاصة في النماذج المعتمدة دوليا من أجل رسم معالم مستقبل الإنسانية والعلاقات الدولية.