أكد الأمين العام المساعد للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، محمد بنعبد القادر، أن الاستراتيجية الوطنية المغربية لمحاربة الإرهاب أضحت مرجعية لتنوع مقاربتها، وذلك في تصريح نقلته عنه وكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش مشاركته على رأس وفد مغربي في المؤتمر الدولي حول “الشباب وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات : نحو مواجهة التطرف العنيف في الفضاء الافتراضي” الذي افتتح أشغاله مساء يوم الأربعاء 17 ماي ببيروت. وأكد بنعبد القادر أن هذه الاستراتيجية مرجعية لتنوع مقاربتها حيث تشمل، بالإضافة إلى الجانب الأمني على صعيد التعاون الدولي، الجانب القضائي والاجتماعي والسوسيولوجي من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومحاربة الهشاشة وكل الاختلالات التي يمكن أن يستغلها الخطاب الارهابي لتعبئة الشباب في هذا الاتجاه، وكذا الجانب التربوي، لتعد بذلك هذه الاستراتيجية متكاملة.
وبعد أن ذكر بأن المغرب ملتزم وطنيا ودوليا واقليما لمحاربة الارهاب من خلال مسارات متعددة في اتجاه اوروبي أطلنتيكي ودول جنوب الصحراء والساحل، وأن هذا الالتزام منوه به على عدة أصعدة، أبرز أن دور اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة هو تعزيز وإغناء الخطة الوطنية للوقاية المدرسية من التطرف العنيف، التي انطلقت السنة الماضية.
وذكر في هذا السياق بتوقيع الأمين العام للجنة عبد الجليل الحجمري اتفاقية مع المدير التنفيذي لمكتب التربية بمنظمة اليونسكو تنص على مصاحبة اليونسكو للمغرب في إعداد هذه الخطة وتمكينه من الدعم التقني اللازم في هذا الاتجاه، حتى تستطيع المنظومة التربوية أن تبلور مقاربة للمعالجة الاستباقية لكل تطرف عنيف من خلال العملية التعليمية.
ونتيجة لهذه الاتفاقية، يقول، انطلقت عدة فعاليات في هذا الصدد، وتم إنشاء لجنة وطنية مختلطة تضم ممثلين عن مختلف القطاعات وبعض جمعيات المجتمع المدني، حيث تم الانتقال من الإطار النظري العام إلى المقاربة الاجرائية لتحقيق الأهداف المرسومة لها.
وأبرز بنعبد القادر إن هناك تقاطع كبير بين محاور ومواضيع المؤتمر، الذي ينظمه اليونسكو ببيروت، وبين الخطة الوطنية المغربية للوقاية المدرسية من التطرف العنيف، على اعتبار أن أحسن مجال لمواجهة التطرف في المجال الافتراضي هو المدرسة التي بإمكانها، أكثر من أية مؤسسة أخرى، تحصين الشباب من خطابات التحريض على العنف والكراهية المدسوسة بالشبكة العنكبوتية.
وشدد على أن على المدارس أن تخصص حصصا تربوية على الوسائط كما هو موجود في عدة منظومات تربوية في اوروبا وامريكا، وذلك من أجل تنمية الملكة النقدية لدى الطفل ليميز بين المعلومة والتعليق، وبين التحليل وتقديم المعطيات، وبين التحريض على الكراهية والحقد، وبين المعارف والمعتقدات، وإكسابه مهارات تجعله مبحرا ذكيا في الانترنيت، لا سيما وان هذا الفضاء مليء بالغث والسمين، وفيه كل نفايات الكراهية والحقد والدوغمائية التي يمكن للطفل أن يبتلعها بسهولة.
وفي ذات السياق، أشار إلى أن منظمة اليونسكو، المشرفة على المؤتمر الدولي ببيروت، أخذت على عاتقها مشروعا مهما منذ سنتين يتعلق بالوقاية من التطرف العنيف، وذلك في إطار خطة الاممالمتحدة في مكافحة الارهاب، التي تشمل جوانب تربوية وإعلامية، كما عبئت لذلك كل خبرائها وأجهزتها لإعداد برامج في هذا الاتجاه.
وأبرز أن هذا المسار الذي سلكته اليونسكو انخرطت فيه المملكة المغربية منذ البداية من خلال اللجنة الوطنية المغربية لليونسكو، مضيفا أن حضور وفد مغربي مهم بالمؤتمر تعبير عن تجسيد التزام المغرب، بمختلف الفاعلين المعنيين بهذا الموضوع، بكل المسارات والبرامج والفعاليات التي تعقد على الصعيد الاقليمي والدولي.
وتشارك في المؤتمر حليمة بنرمضان عن وزارة التربية الوطنية، وهي مسؤولة عن اليقظة التكنولوجيا والبيداغوجيا بمديرية برنامج (جيني)، وهو برنامج وطني يعنى بإدماج التكنولوجيا والاعلام والاتصال في العملية التربوية وتكوين الفاعلين التربويين على مختلف تكنولوجيات الاعلام في المجال البيداغوجي.
وفي إطار حرص منظمة اليونسكو على إشراك الشباب في برامجها، يمثل أكاديميات التربية والتكوين المغربية التلميذ حسام المتني من ثانوية الحسن الثاني بتطوان، الذي تم اختياره على الصعيد الوطني بعد الانتقاء على المستوى الجهوي ومقابلة عبر وسيلة التواصل (سكايب).