لثاني مرة بعد سنوات، يصل فريق المغرب التطواني مربع منافسات كأس العرش على إثر سموّه أداء ونتيجة على نظيره سريع واد زم في المقابلة، التي جمعتهما مساء يومه الأربعاء 23 أكتوبر برسم دور الربع الفضّي، حيث انتهت نتيجة اللقاء الذي احتضنه ملعب سانية الرمل لصالح فريق الماط صاحب العلامات الكاملة لهذا الموسم بحصة 4 أهداف لواحد. نتيجة عريضة، أعادت إلى عيون وأذهان الجماهير وعشاق فرجة الماط صورة الفريق المتفوق على زمن الألقاب، سواء على مستوى أسلوب اللعب 4/2/3/1 ، أوعلى صعيد تنويع استراتيجيات اللعب، من خلال امتلاك الكرة، وإنهاك الخصم بالتمريرات القصيرة، ثم المضي في بناء الهجمات المنظّمة المنسقة لإنهائها بفعالية، اعتمادا على خط هجوم قاسم يتكون من ثلاثي إفريقي مهاري، سريع وهدّاف : سيسوكو المالي على اليمين، وطوني النجيري على اليسار، يتوسّطها الباصم على حضوره اليوم الأوغندي سنتاتوكا. كما أكد فريق الماط في هذا اللقاء أنّه بإمكانه ان يسجل الأهداف بطرق متعددة باستغلال قدرات لاعبيه، خاصة حينما حرّر اللاعب يوسف بوشتى فريقه من ضغط اللقاء، بتوقيعه هدفا يحمل دلالة طلب الإنصاف والاعتراف ومقايضة حب الجماهير بعزيمة اللاعب، من خلال قذفة على بعد 28 مترا تقريبا من مرمى الحارس العيادي، لينتفض بوشتى ضد وطأة ظلم طاله على امتداد الموسم الماضي وفي البدايات الأولى للموسم الحالي. وبعدها مباشرة، تأكد بالملوس للجماهير ولمتابعي اللقاء أن هيمنة المغرب على الأطوار ووضعيات اللعب في الشوط الأول، تعلن أمسية انتصار عريض، حيث أتيحت الفرص اتباعا لمهاجمي الماط، واستطاع صانع اللعب على الأطراف النيجيري طوني بمهاراته أن يراوغ ويمرر عرضية على مقاس ارتماءة رأسية للمهاجم سنتاتوكا، المتموضع بوعي في غفلة من دفاع السريع المنتشر خطأ، ليضع الكرة بدقة في القائم المفتوح على يمين الحارس العيادي في الدقيقة 33 من المباراة. وبنفس الحماس والاندفاع والضغط وتسريع الإيقاع والإصرار استمر سيناريو المتعة، وانتهى مثلّث المكعازي سيسوكو ومارتين على بعد 4 دقائق من الهدف الثاني، بإيداع الإسباني لكرة أرضية مركزة داخل الشباك منهيا بناء هجوميا منسّقا، موسّعا الفارق ومكفّرا عن تضييعه ضربة جزاء قذفها في الدقيقة 15 بثقة مفرطة.. وفي مقابل بصمة بياديرو الواضحة في اللقاء، خانت القراءة التكتيكية نظيره المدرب بنعبيشة، الذي اختار أن يلعب بأسلوبه المعتاد عوض فرض خطة مضادة لمواجهة نقط قوة فريق المغرب التطواني، حيث لم يملأ وسط الميدان تاركا للماط حرية امتلاك الكرة، ولم يحوّل أطوار اللقاء إلى نزالات ثنائية قوية ترهق لاعبي ارتكاز المكعازي والحسناوي، ومنح للماط مساحات بناء العمليات من الخلف واستغلال الممرات، لم ينتبه إلى قوة الماط عبر الجناحين السريعين طوني وسيسوكو بإغلاق جانبي الملعب، ولم يمارس ضغطا عاليا على دفاع الماط، واكتفى فريقه بالقذف من بعيد أو تمرير عرضيات مكشوفة اتجاه منطقة جزاء الماط انتهت إحداها بإصابة شرف في الدقيقة 87 برأسية لهشام العروي . وعليه فإن الشوط الثاني كان تحصيل حاصل إزاء وقع الهزيمة النكراء نفسيا على السريع. فاقتصر فريق بياديرو على تبطيء الإيقاع، وانحسر عمل خط دفاعه في إبعاد الكرات ، ووسط ميدانه في استرجاع الكرة وتمريرها في العمق مباشرة في ظهر الدفاع البطي للسريع، فيما ركز لاعبو الهجوم على تنفيذ الهجمات المضادة التي انتهت آخرها بانطلاقة سريعة لأسامة الحلفي على اليمين، بعد اقتناصه كرة ومنحها مستساغة سهلة للبارز طوني الذي أقفل حصة الأهداف. عموما، لم تكن فترة توقف المنافسات على مستوى البطولة والكأس نقطة عودة من الصفر للماط. بل يمكن القول بكل موضوعية أن كثيرا من الاختلالات والأخطاء تمت معالجتها، وأن جرعات إضافية من الانسجام بين اللاعبين والتوازن بين الخطوط قد تحقق في هذا اللقاء، وضمن المشهد العام للتنافس يبدو فريق المغرب التطواني اسما له شخصيته قيمته وهيبته هذا الموسم. قادرا على التجاوب مع حلم التربع على منافسات كأس العرش كخطوة تفتح آفاقا لموسم متعة وانتصارات..