على بعد دورة واحدة من نهاية البطولة باتت مسألة البقاء ضمن أندية الدوري الاحترافي محصورة تحت أقدام لاعبي فريق المغرب التطواني خلال مواجهتهم الأخيرة يوم الأحد القادم بالرباط ضد الجيش الملكي، حيث سيكون الفريق ملزم بتحقيق الانتصار للابتعاد عن لعبة الحسابات ودون الحاجة لانتظار نتيجة الطرف الآخر. خلال ندوة شمال بوست التي استضافت رئيس الفريق “رضوان الغازي” لمناقشة وضعية النادي وسبل دعمه وإنقاءه وبحضور فعاليات مهتمة بشؤونه، أكد الأخير على أن المكتب المسير أخذ على عاتقه بعد استلامه مهام تسيير الفريق خلفا للمكتب السابق تحقيق نقطتين لا ثالث لهما : أولا : تسديد الديون المترتبة على الفريق، وأقر خلال الندوة ” الغازي” واعترف بكونه استلم إرثا وتركة (الفريق) مثقلة بمديونية كبيرة تتعلق أساسا برواتب ومستحقات مجموعة من اللاعبين محليين ومحترفين وكذا المدرب السابق لوبيرا حيث آثر أغلبهم اللجوء للجهات المختصة وطنيا ( الجامعة ) ودوليا ( الفيفا ) لاستخلاص مستحقاتهم العالقة بذمة الفريق، وتمكن المكتب (حسب الغازي ) من تجنيب الفريق عقوبات قاسية قد تصل لحد إنزاله للقسم الثاني ما لم يفي بأجور ورواتب لاعبيه وذلك بصرفها في مواعيدها حيث تم تخصيص المنحة المقدمة من مجلس الجهة لهذا الغرض وكذا الخصم الذي أقرته الجامعة من الدعم المخصص الفريق لتأدية ديونه المستحقة للاعبين. ثانيا : هدف البقاء في القسم الأول، وقد اعترف المسؤول الأول عن نادي المغرب التطواني في ذات الندوة على أن ديون الفريق وعجز الميزانية كانا سببين مباشرين في عدم إجراءات تعاقدات مهمة خلال مرحلة الانتقالات الصيفية أو الشتوية ووالاكتفاء بالتطعيم من أبناء مدرسة الفريق ولجوء المكتب إلى تخفيض النفقات بنسبة 50 بالمائة لمواجهة العجز وتجنب الدخول في أزمة مالية خانقة. ندوة شمال بوست، ووعود “الغازي” بتحقيق وضمان البقاء في القسم الأول كمقدمة لتصحيح الأوضاع خلال الموسم القادم دفعت بفعاليات غيورة ومحبة للفريق إلى حشذ همم الجمهور التطواني الذي ( كان ومازال يلعب الدور الرئيس في المعادلة ) وكذا كل المتداخلين من سلطة محلية (عامل الإقليم الذي خصص زيارة دعم للاعبين ) ومنتخبة من ( جماعة تطوان التي أفرجت عن منحة الفريق المقدرة ب150 مليون ) وأيضا فعاليات قضائية ( هيئة المحامون بتطوان ). وكانت مباراة الحسيمة باعتبارها أولى مفاتيح البقاء بالقسم الأول النقطة التي التقت عندها مختلف الفعاليات وتجندت من أجل إخراج الفريق من الأزمة وإنقاذه من شبح النزول للقسم الثاني حيث كان المشهد بملعب سانية الرمل دراميا شبيها بأفلام الإثارة والأكشن وما شهده من شد الأعصاب للخروج بثلاث نقاط ثمينة على الرغم من غرابة قرارات حكم المباراة. مباراة الفريق القادمة ضد الجيش الملكي تذكر الجماهير التطوانية بملحمة 2012 حيث كان التنقل التاريخي للجماهير التطوانية الذي أدخلها موسوعة جنيس للأرقام القياسية كواحدة من أكبر التنقلات الجماهيرية عبر العالم والتي كان خلالها التتويج الأول بلقب الدوري الاحترافي حيث أطلق عليه ساعتها لقب (النمل الأحمر يجتاح العاصمة). تأبى الظروف إلا أن تعيد نفسها وإن بشكل مختلف هذه المرة حيث المنافس هو الفريق الأول للعاصمة الجيش الملكي والمباراة تعتبر ورقة نهائية لضمان البقاء بالقسم الأول وليس التتويج (من القمة إلى الأسفل) حيث انطلقت صفحات مهتمة بشؤون الفريق في إطلاق النداءات والهاشتاغات لحشذ الأنصار من أجل تنقل شبيه بموسم 2012 من أجل دعم الفريق في مباراته المصيرية. بقيت دورة واحدة ولقاء مصيري واحد، وبات “رضوان الغازي” من أي وقت مضى أقرب إلى تحقيق وعده الذي قطعه خلال ندوة شمال بوست، خاصة بعد الانتصار الهام على الرجاء وخسارة المنافس المباشر في معركة البقاء وبات الحسم النهائي تحت أقدام لاعبي الفريق وليس بأقدام غيرهم.