تستمر معانات المئات من ممتهني التهريب المعيشي عبر معبر باب سبتة، جراء استعمالهم كغطاء لمرور أطنان من السلع التي تقف خلفها مافيا التهريب المنظم والتي يتواطأ معها عدد من الجمركيين العاملين بالمعبر. مساء اليوم الاثنين عاينت شمال بوست مرور سيارات محملة بالسلع المهربة أمام أنظار الجمركيين واليوتنان المسؤول عنهم، في حين تم حجز سلع بسيطة لسيارات أخرى، في مشهد سريالي يظهر مدى الكيل والتواطؤ الذي يعرفه المعبر الحدودي، حيث يقوم السماسرة المنتشرون وسط المعبر بالتوسط لدى الجمركيين بشكل علني لتمرير السيارات المحملة بالأنواع الممتازة من السلع مقابل رشاوي يتكلفون بجمعها ، في حين يواجه ممتهنوا التهريب المعيشي مصيرهم كونهم يستعملون عادة للتغطية على المهربين الكبار. ولا يكتفي بعض الجمركيون بحجز سلع ممتهني التهريب المعيشي، بل يصل الأمر إلى الاعتداء عليهم بالضرب والرفس والسب والشتم، كما عاينت شمال بوست مساء اليوم، عندما قام جمركيان (اسمهما يحيى وعاشور حسب شهادات مواطنين استنكروا الفعل) بالاعتداء بالضرب والسب في حق أحد الشبان وبشكل مستفز أمام كاميرات المراقبة والعابرين من المغاربة والاجانب!. يضاف إلى ما سبق تسبب انتشار سماسرة بعض الجمركيين وسط المعبر في فوضى كبيرة، حيث يتحول الجانب المغربي من معبر باب سبتة إلى ما يشبه الأسواق الأسبوعية كما كان عليه الحال مساء اليوم الاثنين. ورغم المجهودات الكبيرة التي تبدلها الادارة العامة للجمارك من أجل القضاء التدريجي على التهريب في معبر باب سبتة عبر التدرج في ذلك، إلا أن عددا من المسؤوليين والجمركيين بالمعبر، يواصلون التساهل مع أباطرة التهريب الذين يمررون أطنان من السلع في حين يظهرون الحزم مع ممتهني التهريب المعيشي الذين لا يجنون منهم رشاوي. وكان المدير العام لإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة "نبيل لخضر" أثناء مناقشة خلاصات التقرير الأولي الذي أنجزته اللجنة الاستطلاعية البرلمانية للمعبر الحدودي باب سبتة، قد قال أن قيمة البضائع المهربة سنويا من معبر باب سبتة مابين 6000 و8000 مليون درهم، مما يفوت على المغرب مكوسا وضرائب تقدر مابين 2000 و3000 مليون درهم سنويا.