تلاحق الأكاديمي المغربي عمر إحرشان تهمة “السرقة العلمية” بعد نشرِ أعمال أحد مؤتمرات منتدى العلاقات العربية الدولية سنة 2017، بعنوان “الترجمة وإشكالات المثاقفة 4″، وتضمّنتها مقالة للجامعيّ المغربي وصفتها الجمعية الدولية لمترجمي العربية في منتداها بكونِ “نصفها منسوخا من مقالة الدكتور عبد الرحمن السليمان الموسومة ب”إشكاليات التكافؤ الوظيفي عند ترجمة وثائق الأحوال الشخصية: قانون الأسرة المغربي نموذجا””. ويضيف موقع الجمعية في منشور لإدارتها أن مقال عبد الرحمن السليمان، أستاذ اللغة العربية والترجمة في جامعة لوفان في بلجيكا، عضو الجمعية الدولية لمترجمي العربية، نُشر في مجلة “ترجمان” التي تصدرها مدرسة الملك فهد العليا للترجمة في طنجة، التابعة لجامعة عبد المالك السعدي في تطوان، في عدد أكتوبر 2011، بالمجلد 20، العدد 2، في الصفحات الممتدّة ما بين 11 و66؛ ثم نشرت المقالة نفسُها في موقع الجمعية سنة 2012، وأعيد نشرها في مجلة “دراجومان” المحكمة التي تصدرها الجمعية الدولية لمترجمي العربية سنة 2013. وكانت المقالة البحثية للأكاديمي عبد الرحمن السليمان خلاصة، حسب المصدر نفسه، لبحث علمي في الوثائق القانونية العربية عمومًا والمغربية خصوصًا استغرق أربع سنوات، وتمّت كتابته باللغة الهولندية، ثم ترجم إلى العربية، وبلغ عدد قراءاته في موقع الجمعية 18.196 مرّة. وراسل رئيس الجمعية، أحمد الليثي، جامعة القاضي عياض بمراكش التي ينتمي إليها الأستاذ عمر إحرشان، في شخص رئيسها، ثم راسلت منتدى العلاقات العربية الدولية في شخص مديرها مجاب الإمام، وشرحت له حيثيات الأمر، فأحال المنتدى ملف القضية على لجنة بحثت فيها ثم خلصت، حسب رسالة لها، إلى أن “السرقة العلمية مثبتة”. وذكر المنتدى الذي ألقى فيه الأكاديمي عمر إحرشان عرضه، في رسالة إلكترونية رسمية وُجِّهت إلى الجمعية الدولية لمترجمي العربية من طرف الزواوي بغورة، وهو أكاديمي متخصّص في الفلسفة المعاصرة ومحرّر ومقدّم الكتاب الذي تضمّن أعمال الندوة، وتوصّلت هسبريس بنسخة منها، أنّه تثَبَّتَ بعد المقارنة بين النّصّين أن إحرشان “اقتطع فقرات وصفحات من نص الأول، وعمد إلى النقل الحرفي – في الصفحة 6 الفقرة الأولى، والصفحة 8 والصفحة 9، والصفحة 10 الفقرة (3-4)، والصفحة 11 الفقرة: 1-2، والصفحة 14، والصفحة 15، حسب النص المرفق الذي نسخته من الموقع المرسل…”. وذكرت رسالة المنتدى أيضا أن الأكاديمي المغربي “استبدل المصطلح الإنجليزي بالمصطلح الفرنسي، وأسقط كل الإحالات والمراجع المعتمدة في نصّ عبد الرحمن السليمان، وعدّل قليلا في بعض الجمل، لكن المعنى واحد”. واعتبرت الرسالة هذا الأمر “سرقة علمية صريحة، يجب أن يعاقب عليها صاحبها على مستوى مؤسسة منتدى العلاقات العربية والدولية، وعلى مستوى المؤسسة التي ينتمي إليها”. وقرّر منتدى العلاقات العربية والدولية حسب رسالة مجاب الإمام، مدير مؤتمر الترجمة وإشكالات المثاقفة، التي توصّلت هسبريس بنسخة منها من طرف عبد الرحمن السليمان، “إبلاغ جامعة القاضي عياض التي يعمل لديها الدكتور إحرشان بالسرقة العلمية الواقعة، وطلب اتخاذ الإجراءات المسلكية المنصوص عليها أصولا”. كما قرّر المنتدى، حسب المصدر نفسه: “حجب المكافأة المالية التي يمنحها للأبحاث المنشورة، وحذف البحث من أي إصدارات أخرى للكتاب في حال قرّر منتدى العلاقات العربية والدولية نشر طبعات جديدة له، وعدم التعاون مع الدكتور إحرشان مستقبلا في أي مؤتمرات علمية وأكاديمية يقيمها المنتدى”. وكانت قد حاولت جريدة هسبريس الإلكترونية استقاء وجهة نظر الأكاديمي عمر إحرشان حول الموضوع، لكنّ هاتفه ظل يرن دون جواب، أربع مرّات، رغم توصّله برسالة حول هوية المتّصِل. كما لم يردّ الأكاديمي المغربي على رسالتين توصّل بهما على صفحته الشخصية على “فايسبوك”، وظهرت إشارة قراءته لهما مدّة كافية للتفاعل نفيا أو تصويبا.