نظمت جمعية درر للتنمية والثقافة يوم الأربعاء 24 أكتوبر 2018 بقاعة العروض بمعهد الفنون الجميلة بمدينة تطوان نشاطا ثقافيا خصصته لتقديم وتوقيع رواية الناشط الحقوقي والمبدع عبد الحميد البجوقي، ” المشي على الريح- موت في المنفى “. اللقاء الثقافي تم تأطيره بقراءتين للناقدين رشيد الأشقر، وخالد البقالي القاسمي. فيما أدار مجريات اللقاء الأستاذ عزيز زوكار. وفي كلمته باسم الجمعية، رحب الأستاذ أمين مشبال بالحضور، وقدم منشطي الأمسية، كما خص المحتفى به بورقة مركزة قربت شخصه وإبداعه من الحضور. الأستاذ عزيز زوكار، مسير اللقاء، أشار إلى نقطتين أساسيتين : أولا : إن منجز المبدع عبد الحميد البجوقي بمرجعياته وحمولاته يستدعي الحذر، لذلك فإن مقاربة النص الروائي تستدعي استحضار سماته وخصائصه الفنية والجمالية. ثانيا : ضرورة التركيز على المرجعيات المتعددة في العمل والانطلاق نحو كشف تيمته الأساس والتي حددها في المنفى كبنية ومضمون حتى لا نحمل النص الروائي بعض المغالطات والاسقاطات المنهجية. الناقد رشيد الأشقر الذي عنون مداخلته ب”وعي الكتابة وكتابة الوعي”، وضح مفهوم تشكل الكتابة في الرواية من خلال ربط الوعي بالواقع، واقع الهجرة، وواقع المنفى، وربط ذلك بمنجز المبدع الروائي في ثلاثية المنفى، فبنى مقاربته من خلال التركيز على أهم محطات الرواية مستحضرا شخصيات الثلاثية لربط الصلة بينها وبين الرواية موضوع اللقاء، فكانت مداخلة الناقد رشيد الأشقر غنية بالاشارات والتلميحات الإبداعية التي ميزت كتابة المبدع عبد الحميد البجوقي. أما الناقد خالد البقالي القاسمي فقد قدم مداخلته تحت عنوان” نحو استيطيقا معلنة”، ومن خلال تشريحه التقني والسوسيولوجي للرواية من حيث تقنيات الكتابة السردية أبرز قوة الروائي في امتلاك هذه التقنيات، وتدقيقه في توزيع الأدوار على شخصياته، ومنحها حرية الحكي وربط ذلك بأماكن الأحداث التي تواترت محملة بقيم ومواقف ومرجعيات حضر فيها الخيال، والبحث في الثقافة، والأسطورة، والأدب الإفريقي. ليخلص إلى بيان أن منجز المبدع عبد الحميد البجوقي نموذج لكتابة روائية موفقة. وختم الروائي عبد الحميد البجوقي مجريات النشاط الأدبي بإعلانه أن منجزه يلامس موضوع الهوية من خلال ما عرفه في تجربته كمناضل من أجل حقوق المهاجرين، ومعالجته لملفات تخص معاناتهم، ولذلك تكون رواياته مطبوعة بخلفية واقعية ومكتوبة بمخيال سردي، وقال المبدع بأنه يعتبر نفسه وسيطا لخطاب إنساني موجع للمتلقي بعيدا عن الخطاب الجاف مع حضور أدب المنفى لديه بالخصائص التي تميزه عن أدب السجون، وأدب المهجر.