أقامت جمعية درر للتنمية والثقافة أمس الأربعاء 24 أكتوبر بقاعة العروض بمعهد الفنون الجميلة بمدينة تطوان حفل تقديم وتوقيع رواية الناشط الحقوقي عبد الحميد البجوقي، "المشي على الريح- موت في المنفى". واعتبر عزيز زوكار، الذي أدار اللقاء أن "منجز المبدع عبد الحميد البجوقي بمرجعياته وحمولاته يستدعي الحذر".
وأوضح زوكار أن مقاربة النص الروائي تستدعي استحضار سماته وخصائصه الفنية والجمالية. وشدد المتحدث ذاته، على ضرورة التركيز على المرجعيات المتعددة في العمل والانطلاق نحو كشف تيمته الأساس والتي حددها في المنفى كبنية ومضمون حتى لا نحمل النص الروائي بعض المغالطات والاسقاطات المنهجية.
من جانبه، بين الناقد رشيد الأشقر، في مداخلة له، مفهوم تشكل الكتابة في الرواية من خلال ربط الوعي بالواقع، واقع الهجرة، وواقع المنفى، وربط ذلك بمنجز المبدع الروائي في ثلاثية المنفى. واستعرض الأشقر أهم محطات الرواية، مستحضرا شخصيات الثلاثية لربط الصلة بينها وبين الرواية موضوع اللقاء، فكانت مداخلة الناقد رشيد الأشقر غنية بالاشارات والتلميحات الإبداعية التي ميزت كتابة المبدع عبد الحميد البجوقي. من جهته، ناقش الناقد خالد البقالي القاسمي، الجانب التقني والسوسيولوجي للرواية من حيث تقنيات الكتابة السردية، مبرزا "قوة الروائي في امتلاك هذه التقنيات، وتدقيقه في توزيع الأدوار على شخصياته". وبدوره، أكد الروائي عبد الحميد البجوقي على أن مؤلفه "يلامس موضوع الهوية من خلال ما عرفه في تجربته كمناضل من أجل حقوق المهاجرين، ومعالجته لملفات تخص معاناتهم، ولذلك تكون رواياته مطبوعة بخلفية واقعية ومكتوبة بمخيال سردي".
وقال البجوقي في هذا السياق، إنه يعتبر نفسه "وسيطا لخطاب إنساني موجع للمتلقي بعيدا عن الخطاب الجاف مع حضور أدب المنفى لديه بالخصائص التي تميزه عن أدب السجون، وأدب المهجر".