انْتَقَل نشطاء مدنيون إسبان إلى خطوة الاحتجاج الميداني، للتَّعبير عن مُؤازرتهم ووقوفهم إلى جانب العاملات المغربيات اللَّواتي يشتغلنَّ في حقول الفراولة بالجنوب الاسباني؛ فقد خرج، اليوم الأحد، ما يربو عن 500 ناشط، معظمهم من النساء، إلى شوارع مدينة هويلبا، للتنديد بظروف عمل وعيش النساء المغربيات المُنخرطات في العمل الموسمي بالاستغلاليات الفلاحية في منطقة ألمونتي الأندلسية، مُطالبين باتخاذ تدابير زَجْرية بعد تفجر فضيحة انتهاك حقوق العاملات واستغلالهنَّ جنسياً من لدن رؤسائهن. وانطلقت المسيرة التَّضَامنية مع الموسميات المغربيات ضحايا الاعتداءات في حدود الساعة الحادية عشرة، من أمام المُجَمَّعِ السياحي “دي ديبورتيس كارولينا مارين”، الموجود بالمدينة الأندلسية هويلبا (جنوب غرب إسبانيا)، بمشاركة عدد من الفعاليات النسائية والحقوقية، تتقدمها نقابة “اتحاد عمال الأندلس” وممثل عن حزب البوديموس اليساري بالإضافة إلى أعضاء منظمات أوروبية وأفراد من الجاليات العربية المقيمة في إسبانيا، تحت شعار “لا للرأسمالية المتوحشة.. لا للتمييز.. نعم للكرامة.. نعم للمقاومة”. وانتشرت دعوات التضامن بشكل كبير في كل أرجاء إسبانيا، بعد خُروج مسيرات جهوية في عدد من الأقاليم مثل قرطاجنة وبرشلونة وفالنسيا وسانتا كروز دي تينيريفي وغرناطة وسلمانكا ومدريد وزامورا وسانتاندر وبلباو وكورونيا، ألميريا ومليلية، بالتزامن مع انطلاق المسيرة الوطنية في مدينة هويلبا، حيث رفع المحتجون شعارات تطالب الحكومة الإسبانية الجديدة بإنصاف العاملات وحماية حقوقهن. ودعا المحتجون نساء “الفراولة” إلى مزيد من الصمود والصبر والتشبث بصك اتهامهن ضد ملاك المزارع، ورفعوا لافتات تحمل دعماً معنوياً لضحايا الاعتداءات. وقالت امرأة: “النساء، نحن لدينا الكرامة، المعتدون هم العار، نحن لا نسكت”. وقالت أخرى: “نساند المسيرة ونتضامن مع المغربيات العاملات الموسميات في حقول هويلبا، ونرفض الاعتداءات الجنسية”. وفي هذا السياق، قال أحد أعضاء النقابة الأندلسية، في تصريحات نقلها موقع “la mar de onuba” الإسباني: “لا يمكننا أن نسمح بمثل هذه التصرفات المشينة في القرن الحادي والعشرين.. لا يمكننا أن نقبل بالاستعباد الجنسي هنا في أرضنا”. وقال آخر: “العديد من المواطنين في هويلبا استنكروا وضع العبودية داخل الحقول، حيث الاعتداءات الجسدية واللفظية تنهش أجساد العاملات الفقيرات”، متسائلا: “كيف يسمح لهؤلاء المزارعين باستغلال العاملات وخداعهن، وضربهن وتهديدهن؟”. واعتبر الواقفون وراء هذه الخطوة الاحتجاجية أن “النساء تعرضن للتحرش الجنسي داخل مقر عملهنَّ، وأصبحن اليوم أكثر عرضة لهذه الاعتداءات بسبب وضعهن كمهاجرات، إذ إن معظمهن أميات لا يتحدثن الإسبانية، ويعملن في مزارع يصعب الوصول إليها”، مضيفين: “هؤلاء النساء اللاتي قدمن من بلدانهن بحثاً عن العمل، مِثْلُنا جميعا، يستحققن كل الاحترام، وبالطبع سنقوم بدعمهن”. وتعيش أزيد من 500 عاملة مغربية في منطقة “هويلبا”، جنوب إسبانيا، حيث يشتغل مُعظمهن داخل حقول الفراولة مقابل مبلغ 40 أورو عن كل يوم عمل، علماً أن عليهن الاشتغال 7 ساعات يومياً مع نصف ساعة استراحة، ويوم واحد عطلة في الأسبوع، دون تغطية اجتماعية وفي بيئة تستقبل المهاجرين بالرفض والمضايقات.