يلاحظ المتتبع للشأن السياسي والجمعوي بوادي لو أن هناك حركة فعالة على مستوى التنمية بهذه المدينة السياحية الجذابة، فبعد التسيير الجماعي العشوائي الذي كان سائدا فيما مضى حيث كانت وادي لو مدينة غارقة في بحر التهميش والحيف وغياب المرافق والتجهيزات جعلت المواطنين يمقتونها، والفعاليات المدنية لا تشعر بتاتا بالانتماء إليها، نجد تطورا ملموسا على مستوى التنمية بهذه المدينة منذ صعود الملاحي لرئاسة البلدية إلى الآن، حيث قام هذا الأخير وبمعاونة العديد من المتدخلين بفتح أوراش تنموية، فتغير وجه المدينة الذي كان يغلب عليها الطابع القروي لترتقي في سنوات بجهد كبير، وبعلاقات واتصالات وانفتاح على الآخر، وتفعيل دور الجمعيات وتغيير النظرة إلى الواقع السياسي الذي كانت تعيش فيه وادي لو من كره، وعزوف من طرف المواطنين عن السياسة، إلى الرجوع لإعطاء نفس جديد للعمل السياسي والجمعوي. وعرفت قطاعات أساسية نهضة وتنمية، منها التهيئة الحضرية وهيكلة الأحياء والطرق ( منها الطريق الكبرى الرابطة بين تطوان ووادي لو التي أعطى انطلاقتها الملك محمد السادس) والصرف الصحي والبيئة، وكذا إحياء الثرات الثقافي للمنطقة بتنظيم لقاءات، مستمرة حتى الآن، وفتح الآفاق بالشراكة مع منظمات إسبانية ودولية. ومن أبرز ذلك العمل الثقافي مهرجان "اللمة "، الذي تنظمه وادي لو كل موسم صيف، وقد علمت " شمال بوست" من مصدر مطلع أن بلدية وادي لو تستعد من الآن لتنظيم هذا المهرجان الذي سيعرف حضور أسماء ثقافية وفنية لامعة هذا الصيف. وعلى الرغم من بعض المشاكل التي تعاني منه هذه التجربة الخلاقة والتنموية، حيث هناك أطراف تقاوم التغيير، ولا تبحث إلا عن مصالحها الخاصة، ولا تنظر بعين الرضا إلى المنجزات الكبيرة التي عرفتها وادي لو، والتي لا يمكن إحصاؤها في مقال كهذا، وحيث هناك من له تطلعات سياسية، كثيرا ما يتشدق بالقول إن هناك عزوف عن السياسة و غياب العمل الجمعوي، وهو نوع من الكذب والبهتان، فإنه كمن يغمض عيناه ليرى الوقائع والحقائق على الأرض، والتي لا ينفيها أي زائر لوادي لو. لقد استطاع الملاحي وطاقمه وفعاليات المدينة باقتراحاتهم وتواصلهم مع البلدية إنجاز مشاريع مهيكلة، التي لن تبق على الورق، بل أضحت مشاريع ملموسة. يقول الملاحي ل" شمال بوست": " إن المؤهلات الطبيعية والسياحية والثقافية جعلتنا نفكر في استثمارها لخلق تنمية في العديد من القطاعات، كما أننا نشرك العديد من جمعيات المجتمع المدني في إبداء مقترحاتها بخصوص التنمية التي تعرفها وادي لو، إضافة إلى التواصل الدائم مع السكان بالإنصات لمشاكلهم والانكباب على إيجاد الحلول لها، والاستمرارية حتى الآن في جلب استثمارات للمنطقة، حيث سيشرع حاليا في بناء فندق من الطراز العالي بمدخل وادي لو، وخلق مشاريع اقتصادية وحضرية وعمرانية رغم بعض المقاومات والإكراهات القادمة من هنا وهناك". وكانت دورة أبريل المنصرمة لبلدية وادي لوعرفت المصادقة على مجموعة من المشاريع والقرارات استعدادا للموسم الصيفي ( سبق ل "شمال بوست أن أشارت إليها سابقا) وحظر استعمال "الجيتسكي" التي تتسبب في مقتل المواطنين- المصطافين ستجد طريقها إلى التنفيذ قريبا.