تزداد قضية اختطاف ووفاة المنعش العقاري “م.ز” غموضا، بعد الكشف عن معطيات خطيرة بخصوص هذا الملف وحديث زوجته عن وجود عصابة منظمة سبق أن اختطفتهما مع، قبل أن يتم العثور على زوجها بين الحياة والموت بمنطقة الدالية. ونشرت جريدة “المساء” في عددها اليوم الثلاثاء 3 أبريل 2018، تقريرا يتحدث عن كون المنعش العقاري كان قد انتقل إلى منزل مملوك له قرب شاطئ الدالية يوم الخميس 22 مارس مباشرة بعد إطلاق سراحه من طرف أفراد عصابة كانوا قد اختطفوه رفقة زوجته واحتجزوهما بمنزل بمنطقة “سات فيلاج”، ولم يفرجوا عنهما إلا بعد صرف أفرادها لشيكات تقترب قيمتها من 200 مليون سنتيم. لكن أصل القضية، حسب ما نشرته “المساء” نقلا عن أفراد من عائلة الضحية، تعود إلى قبل هذا التاريخ بشهور حين تعرفت زوجة المنعش العقاري على سيدة تنحدر من مدينة القصر الكبير، وقام بتأجيرها طابقا في منزل مملوك لها بمنطقة بني مكادة، قبل أن تقنعها هذه الأخير بالاستثمار في مشروع يضمن لها استقلالية مادية عن زوجها، ثم عرفتها على سيدة أخرى على أساس أنها شريكة مفترضة لها، لتنجح الاثنتان في إقناعها بفتح حساب بنكي. وحسب رواية المقربين من الضحية للجريدة، فإن السيدتين أخذتا دفتر الشيكات من زوجة المنعش العقاري بعد أن قامت هي بتوقيعه، بعد أن استغلتا أميتها وثقتها فيهما، لتتغير لهجتمها بعد ذلك حيث شرعتا في مطالبتها بعشرات الملايين من السنتيمات وإلا ستقومان بوضع شكاية ضدها لدى النيابة العامة بزعم منحهما شيكات بدون رصيد، بل الأدهى من ذلك هو وصول الشيكات لأشخاص آخرين مارسوا أسلوب “الابتزاز” نفسه تجاه السيدة. وتابعت “المساء” أن السيدة المتقدمة في السن لم تستطع مصارحة زوجها ولجأت للاقتراض لتلبية طلبات المهددين التي كانت تزداد باستمرار إلى أن سقطت فجأة ودخلت في غيبوبة مرتين، لكن ذلك لم يدفع أفراد “العصابة” كما يصفها أقرباؤها، للابتعاد عنها بل عند خروجها من المستشفى في المرة الثانية رفقة زوجها، اعترضتهما أربع سيارات وتم اختطافهما واقتيادهما إلى المنزل المذكور سابقا في منطقة “سات فيلاج” حيث ظلا هناك لمدة يومين. وأورد المتحدثون ل”المساء” أن المنعش العقاري لجأ إلى منزله بمنطقة الدالية يوم الخميس 22 مارس بعد أن أخبر 3 من أشقائه بما حدث، ثم التقى هناك يوم الجمعة 23 مارس بصديق له يعمل شرطيا وأخبره بما جرى، قبل أن يتم العثور عليه يوم السبت 24 مارس وهو ينازع في غابة الدالية، مصابا بكسور ونزيف في الرأس وأنحاء متفرقة من الجسد، ليتم نقله إلى مستشفى الحسن الثاني بالفنيدق ومنه إلى مستشفى سانية الرمل بتطوان، حيث ظل في غيبوبة إلى أن فارق الحياة أول أمس السبت. ووضعت زوجة الضحية شكاية لدى الوكيل العام للملك باستئنافية طنجة تتهم فيها 5 أشخاص بالوقوف وراء ما جرى، من بينهم شخص قالت إنها تعرفت عليه عندما كانت محتجزة وأنه أخبرها أن الغرض من كل ما حصل لم يكن الوصول إليها هي بل ابتزاز زوجها المنعش العقاري الستيني، لتتأكد أن الأمر يتعلق بعصابة إجرامية محترفة.