فاطمة بوزيد اسم يتردد في اقليمتطوان كلما ذكرت القوافل الطبية الانسانية، فهي موجودة في أغلب القوافل الطبية التي نظمت نحو المناطق النائية، يؤكد كل معارفها أنها جندي الخفاء التي تفرش كفها ليمر زملائها من أجل إيصال العلاج والدواء للمحتاجين في اقليمتطوان. "بوزيد" أو "فاطمة دقاسم" كما يحلو لزملائها في المهنة مناداتها تيمنا بالمرحوم زوجها، هي إطار بوزارة الصحة، والحارسة العامة بالمستشفى المدني سانية الرمل بتطوان، والأستاذة بمدرسة الممرضين، والمنسقة بين المدارس الخاصة والمستشفيات، و المؤطرة بالهلال الأحمر، لم يتبقى لها سوى أشهر لمغادرة مهنة الرحمة، مخلفة ورائها سجلا حافلا بالانجازات الانسانية. فاطمة بوزيد "بوزيد" استطاعت بنكران للذات ودون سعي إلى الاضواء في إنجاح برنامج "الصحة للجميع" و كانت الدينامو والعمود الفقري للقوافل الصحية التي قامت بها بالتنسيق مع عدد من الجمعيات في مقدمتها الاتحاد الوطني لنساء المغرب، حيث تمكنت من تنظيم العديد من القوافل الناجحة إلى مجموعة من المناطق القروية لتقديم خدمات طبية لسكانها الذين يعجزون عن الانتقال الى المدن. زيارة نزيلات مراكز الإصلاح و التهذيب بتطوان ومراكز الأشخاص المتخلى عنهم أيضا كانت في صلب اهتمامها باعتبارها رئيسة اللجنة الصحية في جمعية اتحاد الوطني لنساء المغرب، حيث عملت منذ توليها تلك المهمة على تنظيم أكثر من زيارة تواصلية للسجن المدني بتطوان ولملجأ "سيدي فريج" من أجل الوقوف على احتياجات النزيلات وتقديم الدعم لهن قدر المستطاع. فاطمة بوزيد في إحدى القوافل الطبية أعمال انسانية واجتماعية جليلة كانت "بوزيد" عنوان لها، وهي التي وهبت حياتها للعمل الخيري و الجمعوي والتوجه للفئات الهشة خاصة بالعالم القروي من أجل الاستفادة من الخدمات الطبية ومد يد العون في الجانب الصحي، صفات ستبقى عالقة في ذكرى كل زملائها في الميدان الصحي.. على أمل أن يكون تقاعدها عن العمل النظامي فاتحة لمجال أكبر لعملها الانساني الجمعوي. فاطمة بوزيد رفقة زملائها بمستشفى سانية الرمل