خرج الآلاف من المحتجين في عدد من البلدات والمدن في الريف، مباشرة بعد صلاة التراويح للتأكيد على استمرار الحراك ودعما للنشطاء المعتقلين والذين صدرت مذكرات بحث في حقهم. ففي مدينة الحسيمة مركز الاحتجاجات، انطلقت مجموعة من المسيرات من أحياء مختلفة عقب صلاة التراويح، ورغم محاولات القوات العمومية تفريقها إلا أن عدد المتظاهرين وانظمام الناس لهم حال دون تمكنها من ذلك، حيث اجتمعت المسيرات في مسيرة واحدة جابت بعض الشوارع الرئيسية رافعة شعارات الحراك ومنددة باستخدام السلطات للعنف في حق المتظاهرين السلمية كما طالبت بإطلاق سراح النشطاء الذين تم اعتقالهم يوم أمس واليوم. وفي بلدة إمزورن القريبة من الحسيمة تحولت تظاهرة سلمية كان بها المئات من المحتجين إلى مواجهات عنيفة مع القوات العمومية بعد إقدامهم على محاولة تفريق المتظاهرين السلميين، حيث استمرت المواجهات طيلة ليلة 27 يونيو واستعملت خلالها القوات العمومية القنابل الغازية وخراطيم المياه والحجارة. ومن أغرب المشاهد التي حدثت الليلة في بلدة إمزورن، أنه مباشرة بعد انتهاء المواجهات، مع اقتراب موعد السحور، في أحد الأحياء تعانق وتصافح المحتجون وبعض رجال القوات العمومية وطلبوا المسامحة من بعضهم البعض، قبل أن ينسحب كل إلى مكانه. المواجهات امتدت لبلدة ادريوش التابعة لاقليم الناظور التي عرفت بدورها تفريق التظاهرة الاحتجاجية التي خرجت للتنديد بالقمع والاعتقالات التي تعرفها المنطقة. وخرجت المسيرات في أغلب المناطق بالريف كترجيست وبوكيدارن وايت عبد الله وايت حديفة وتماسينت والعروي وتمسمانت. ورفعت كل المسيرات التي خرجت بعد أداء صلاة التراويح، بمختلف المناطق المذكورة، شعارات تناصر الناطق باسم الحراك "ناصر الزفزافي"، والمطالبة بإطلاق سراح الناشط الحقوقي "محمد جلول" وباقي المعتقلين.