م ينجح الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله ابن كيران في تشكيل الحكومة التي كلفه بها الملك محمد السادس طيلة خمسة أشهر، منذ انتخابات 7 أكتوبر الى تاريخ إعفاءه مارس الجاري، لكن سعد الدين العثماني استطاع في ظرف أيام معدودة تشكيل الحكومة، مما يعتبر إدانة صريحة لابن كيران لكونه كان المعرقل والعائق. وانطلق ابن كيران في مشاوراته السياسية من شروط فرضها على نفسه وفرضها الحزب وهي عدم إشراك حزب الاتحاد الاشتراكي وعدم الرضوخ الى مسير حزب الأحرار عزيز أخنوش ومنها إشراك الاشتراكيين والدستوريين واستبعاد حزب الاستقلال من أي تحالف حكومي وتهميش التقدم والاشتراكية خلال اقتسام الوزارات. وحافظ ابن كيران على الخطوط الحمراء التي وضعها لنفسه الى مستوى أنه فكر في تقديم استقالته الى الملك محمد السادس، لكن الأخير فاجأه يوم 15 مارس الجاري بإقالته من تشكيل الحكومة قبل وصول الاستقالة واختار سعد الدين العثماني لتشكيل الحكومة. وفي ظرف قياسي مقارنة مع تشكيل الحكومات الأخيرة، استطاع العثماني في ظرف خمسة أيام الاعلان يوم 25 مارس الجاري عن التوصل الى اتفاق لتأسيس الحكومة، ولم تكن العملية صعبة نهائيا بحكم أن العثماني قبل بجميع الشروط التي رفضها ابن كيران، وتتجلى في: قبول الاتحاد الاشتراكي وقبول الاتحاد الدستوري في الأغلبية الحكومية وتهميش حزب الاستقلال. وبرر العثماني قبول الحزبين والشروط اللاحقة لتوزيع الحقائب بمبرر المصلحة الوطنية وما تقتضيه الظرف الذي تمر منه البلاد في الوقت الراهن. وبهذه السرعة وبهذه المبررات دون تغيير في الشروط التي كان يرفضها ابن كيران، يكون سعد الدين العثماني قد أدان ابن كيران إدانة صريحة بأنه سبب عرقلة الحكومة.