صدر مؤخرا للباحث في مجال التواصل المتعدد الوسائط عبد السلام أندلوسي مؤلف جديد بعنوان "الخطاب الإعلامي ..الأسس والمرتكزات". ويتناول الكتاب الذي يقع بين دفتي 160 صفحة من الحجم المتوسط، وحكمه ثلاث أساتذة متخصصين٬ موضوعا يحظى باهتمام فئة كبيرة من الباحثين في مجال الدراسات الإعلامية٬ ألا وهو الخطاب الإعلامي٬ كما يتناول العديد من القضايا والإشكالات الفكرية والعملية ذات الصلة المباشرة وغير المباشرة بالخطاب الإعلامي بشكل عام. وتتوجه أفكار الكتاب٬ الصادر عن المركز المغربي للدراسات والأبحاث في وسائل الإعلام والاتصال٬ خاصة لطلاب الإعلام ٬ويلامس عبر البحث الدقيق والتحليل العلمي مفاهيم الإعلام والتواصل٬ كما يستعرض علاقة المتلقي وتدفق المعلومات ومسألة إنتاج المعنى في ارتباطها بموضوعات من قبيل الهوية والوطن٬ فضلا عن استعراضه بشكل علمي للفنون المختلفة للصحافة ومصادرها. ويقدم الكتاب ثلة من الاعلاميين والباحثين٬ من ضمنهم الطيب بوتبقالت ٬أستاذ بجامعة عبد المالك السعدي٬ و سامي رؤوف أستاذ بكلية الإعلام بجامعة القاهرة وعبد الله البقالي رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية. واعتبر سامي الطايع في تقديم خاص أن هذا المؤلف يحط قلم التحليل على مجال الدراسات الاعلامية في ارتباطها بالمؤسسات السياسية والاقتصادية والتعليمية والاقتصادية والثقافية ٬وتأثير الاعلام في محيطه المجتمعي والفكري العام. وأضاف أن وسائل الاعلام "لا تعمل في فراغ اجتماعي٬ ولكنها تعمل في مجتمع يوجد به العديد من المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ٬التي تتفاعل مع بعضها البعض ٬وهذا ما يؤدي الى علاقة تأثير وتأثر بين كل المؤسسات الموجودة في المجتمع ٬بما فيها المؤسسات الاعلامية ". ورأى الباحث المصري أن أي مجال من المجالات الاجتماعية " لم يشهد جدلا ونقاشا مثل ما شهد مجال الدراسات الاعلامية ٬اذ أن وسائل الاعلام بطبيعتها وبحكم قدرتها على التأثير في المجتمع تحظى باهتمام العديد من الفئات والمؤسسات المجتمعية على اختلاف مجالات اهتماماتها. من جهته اعتبر الأستاذ عبد الله البقالي في تقديمه أن الكتاب غص بشكل مذهل في تفاصيل دقيقة مرتبطة بالخطاب الإعلامي إلى درجة أضحى معها الإلمام بالكتاب كوحدة متكاملة متحكم فيها غاية صعبة التحقق. وأضاف رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية أن البحث هو خطوة مهمة في مسار طويل وشاق، ذلك أن إشكالية الخطاب الإعلامي بالمفهوم المهني المرتبط أساسا بمكونات الرسالة الإعلامية التي لا تتحقق إلا بتكاثف عناصر كثيرة ومتعددة سيظل مطروحا. أما الدكتور الطيب بوتبقالت فاعتبر أن الكتاب كان موفقا في وضعه للسؤال المنهجي العام وذلك بهدف التنوير الفكري دون إغفال التركيز على تخليق الممارسة الإعلامية في عصر أضحت فيه التلاعبات الدعائية والانزلاقات المقصودة الخبز اليومي لمعظم ما تتناقله وسائل الإعلام في مجتمعنا المعاصر. وأشار بوتبقالت مؤكدا أن الكتاب الذي أنجزه عبد السلام أندلوسي يعد بحق إضافة نوعية ومتميزة للمكتبة الثقافية والإعلامية المغربية .