يستعد القيادي السابق -الدائم – بحزب العدالة والتنمية " الأمين بوخبزة " من إعلانه نفسه مرشحا مستقلا للانتخابات التشريعية القادمة، حسب ما أفادت به تقارير إعلامية متطابقة. ويقوم " بوخبزة " حاليا بجمع التوقيعات التي تتطلبها عملية الترشح بشكل مستقل، خاصة بعد الخلاف الحاد وهجومه المستمر على رئيس جماعة تطوان، الذي استطاع الحصول على تزكية " بنكيران " خلافا لرغبة مناضلي الحزب على المستوى المحلي الذين اختاروا " عادل بنونة " الكاتب الإقليمي المدعوم بشكل قوي من طرف " بوخبزة ". ويراهن " الأمين بوخبزة " في هذا السباق على أصوات مناصري حزب العدالة والتنمية سواء أولئك الغاضبين من ترشيح " إدعمار "، أو الذين ما زالوا مرتبطين به بشكل شخصي. ومن المنتظر أن يقوم " بوخبزة " بحملة قوية على مستوى العالم القروي حيث ما زال يحظى بمكانة وشعبية كبيرة على عكس عدوه " إدعمار ". وكان الأمين بوخبزة قد قام بحملة مشابهة في العالم القروي لفائدة " عادل بنونة " في الانتخابات الجماعية السابقة، حيث كان " بنونة " وكيل اللائحة الجهوية، وهو ما عزز من علاقته بمنستبي حزب العدالة والتنمية ببعض الجماعات القروية التي حصل على رئاستها. ويبدو ظاهريا أن " بوخبزة " سيحد من هيمنة وقوة " إدعمار " وربما يساهم في فشله للوصول لقبة البرلمان حسب ما يردد الكثير من المتتبعين للشأن المحلي، أو كما ذهبت إلى ذلك العديد من التقارير الإعلامية التي ربطت دخول " بوخبزة " السباق الانتخابي برغبته في الانتقام من عدوه اللذوذ " إدعمار ". وقد لا تصدق هذه التوقعات والتنبؤات على اعتبار أن " بوخبزة " يهدف وعلى ما يبدو في عملية مسرحية مفبركة، من خطف مقعد ثان لفائدة حزب العدالة والتنمية بتطوان، إذ أن حصول لائحة المصباح التي يقودها " إدعمار " على مقعد ثان أصبح أمر في غاية الصعوبة مع نزول العتبة إلى 3 بالمائة، وعدم حصول الأخير على الإجماع داخل البيت العدلاوي بتطوان. ومن الطبيعي والمنطقي في حال فوز " بوخبزة" بمقعده البرلماني وهو أمر وراد الحدوث، أن يلبس جلبابه الأصلي والعودة مجددا لحضن " الأخ بنكيران " كما يصفه في جلساته ولقاءاته، وبالتالي فإن " بوخبزة " سيكون قد مارس تضليلا على الناخب التطواني وخصوصا أولئك المعارضين ل " إدعمار " الذي يرون في ترشح " بوخبزة " فرصة للتخلص من قوة ونفوذ رئيس جماعة تطوان داخل المدينة. وفي عملية حسابية منطقية فإن " إدعمار " من أوائل المرشحين الذين ضمنوا مقعدا برلمانيا حسب جل المتتبعين ذلك أن حزب العدالة والتنمية حصل على 16 ألف صوتا في الانتخابات التشريعية السابقة موزعة ما بين تطوانالمدينة والعالم القروي، وبالتالي فحتى خسارة نصف الأصوات فإن" إدعمار " قد يحصل على ما يفوق 8 آلاف صوتا على مستوى مدينة تطوان، كفيلة بحصوله على مقعده البرلماني بشكل مريح، في الوقت الذي من المنتظر أن تذهب الأصوات الأخرى لفائدة " بوخبزة " كما يراهن هو على ذلك. الخاسر الأكبر من دخول " بوخبزة " السباق الانتخابي في الحقيقة هم المرشحين المرتبطين بشكل كبير بالعالم القروي " الملاحي- البياري- أحنين "، إذ أن المنافسة ستشتد بينهم وبين " بوخبزة " الذي يراهن على أصوات العالم القوري، وسيضعف من حظوظ أحدهم في الفوز بمقعده البرلماني، وسيخلخل من حسابات أحد الأسماء المذكورة التي ما زال أمر وصولها للبرلمان محط شك بالنسبة للعديد من كوادر أحزابهم. ورغم الخرجات الطائشة ل "بوخبزة " في حق زميل الأمس " إدعمار " متهما إياه بزعزعة استقرار الحزب بتطوان، واللجوء إلى وسائل التفرقة بين الإخوان في محاولة لفرض ذاته وسلطته الأحادية، ما تسبب له في تجميد عضويته من طرف الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية التي انتصرت لإدعمار في الاخير، إلا أن علاقة " بوخبزة " بقياديي "المصباح" وطنيا ما زالت قائمة سواء على المستوى الحزبي أو حركة التوحيد الإصلاح. إذن أن مؤسس الحزب والحركة بتطوان ما فتأ يكيل المديح والثناء على زعيم الحزب " بنكيران " في معظم لقاءاته وأحاديثه مروجا على كون عدوه الوحيد هو " إدعمار " كشخص وليس حزب العدالة والتنمية. ويشكك بعض المتتبعين في النوايا المعلنة للأمين بوخبزة من إعلانه الترشح للسباق البرلماني بكونه يهدف من ورائه محاصرة عدوه " إدعمار " للتأثير عليه والتقليل من حظوظه في الفوز بمقعده البرلماني، بينما خبايا وخفايا الأمور تقول على أن تواجد القيادي الدائم بحزب العدالة والتنمية يقف خلفه رغبة " بنكيران " وإخوانه في الحصول على مقعد ثان بتطوان يقوي من حظوظه في الفوز بالأغلبية البرلمانية للمرة الثانية، وبالتالي يكون ترشح " بوخبزة " يسير في هذا الاتجاه الذي يرغب فيه " الأخ بنكيران " على حد وصف بوخبزة.