تقود السلطات الأمنية بتطوان تحت إشراف والي الأمن " محمد الوليدي " حملة استئصالية في صفوف مروجي المخدرات القوية بتطوان ونواحيها. وأسفرت هذه الحملة عن اعتقال العديد من المطلوبين للعدالة وفق مذكرات بحث وطنية بتهم تتعلق بالاتجار وترويج المخدرات القوية وخاصة بغابة البينيا وجبل درسة وجامع المزواق وكل البؤر السوداء التي تعتبر كارتيلات لممارسة هذه التجارة. وتمكنت مصالح الأمن في ظرف أسبوعين من اعتقال المدعو " ب.ع " الملقب ب " ملاسة " والذي كان مطلوبا للعدالة وفق 14 مذكرة بحث وطني، يعد أحد أكبر مروجي المخدرات القوية بالمنطقة. وسقط "ح.م" الملقب بالدابة و"ب.خ" الملقب ب "رونالدينيو "في أيدي رجال الأمن، وذلك بعد عملية تربص بهما بحي جبل درسة على مستوى الحزام الاخضر. بالإضافة إلى اعتقال الملقب " العصارة " المبحوث عنه من أجل الاتجار في المخدرات القوية. وكذلك المدعو " النشناش " على مستوى حي البربوريين. وإلى وقت قريب، كانت تطوان تصنف من أكثر المدن المغربية انتشارا للمخدرات القوية خاصة "الهرويين"، حيث وضعها مراقبون وأطباء مختصون خلال بداية العشرية الثانية من هذه الألفية على رأس المدن التي تضم أكبر نسبة من مدمني الهرويين على الصعيد الوطني كما سبق وجاء في تقارير الجمعيات العاملة والنشيطة في مجال محاربة المخدرات القوية. ويشرف والي أمن تطوان شخصيا على الحملات التي تقوم بها مختلف الأقسام الأمنية من عناصر الشرطة القضائية والدوائر الأمنية ومفوضيات الأمن بعمالة المضيق – الفنيدق، والتي تستهدف كارتيلات تجار المخدرات القوية بالتقسيط، حيث تخوض حربا ضروسا في بحثها عن بعض الأسماء المعروفة، وتمكنت مؤخرا من الإيقاع بعدد كبير منها في ظرف قياسي، شكل سابقة في تاريخ مواجهة الأمن بتطوان لتجار المخدرات القوية. ومن زاوية أخرى وأمام هذا النجاح الذي تحققه المصالح الأمنية بتطوان، تحاول بعض الجهات المتضررة من تفكيك شبكات ترويج المخدرات القوية، لغاية أو لأخرى تغليط الرأي العام المحلي عبر استهداف المجهودات التي تقوم بها مصالح الأمن وذلك من خلال استخدام مواقع التواصل الاجتماعي عبر الترويج لمعطيات خاطئة وسريعة مباشرة بعد أي عملية اعتقال لأحد المطلوبين للعدالة، ما يوضح بجلاء كون تلك الحملة هدفها التشويش على الحملات التي تستهدف زعماء هذه التجارة. وتشن خلال هذه الأيام جهات مجهولة حملة مشبوهة ضد المصالح الأمنية بتطوان لتشويه صورة والي الأمن وجميع الكفاءات التي تضطلع بمهام مختلفة في حماية النظام ومكافحة الجريمة، وذلك بعد أن قامت بتضييق الخناق على كارتيلات المخدرات القوية من خلال الحملات الأمنية التي قادت أغلبها إلى اعتقال عدد من مروجي المخدرات القوية بمختلف أحياء تطوان الهامشية. ومنذ أن تم تعيين " الوليدي "واليا على أمن تطوان، عمل على تغيير الاستراتيجية الأمنية بالمدينة وهو العارف بخباياها، معتمدا في ذلك على الكفاءات المهنية التي تعج بها ولاية أمن تطوان، وعلى الحملات التمشيطية الليلية المفاجئة بين الفينة والأخرى للأحياء الشعبية كجبل درسة وجامع المزواق وسمسة وربع ساعة والإشارة والبربوري وغيرها، والتي هزت أركان تجار المخدرات بجميع أصنافها. كما عمل " الوليدي " على تنقية جهازه من العناصر الأمنية المشبوهة التي كانت على علاقة بزعماء شبكات ترويج المخدرات القوية، حيث تم تنقيل العديد من الأسماء التي كانت محط سخط من طرف الشارع التطواني والجمعيات الحقوقية، إثر التقارير التي كانت ترفع للمديرية العامة للأمن الوطني في حقهم والتي توجت بتنقيلات عقابية في حق أغلبهم.