إن التصوير الفوتوغرافي أو التصوير الضوئي عملية إنتاج صور بوساطة تأثيرات ضوئية تتعدد أنواعه و موضوعاته. ويعتبر التصوير التجريدي احدى أنواعه،و هو فن من فنون التصوير يقوم بتجريد الموضوع عن ما تراه العين،أي تصوير الشيء بطريقة معينه تثير التساؤلات في ذهن المتلقي و تفتح تصورات لا حدود لها في خيال المشاهد،وجمال الصورة يكمن في احساس المصور. سفيان أحجام في حديثنا مع سفيان أحجام ذو 24 من عمره،ابن المدينة الزرقاء شفشاون و هوطالب باحث في القانون،والمتعطش للتصوير وهو طفل في سنه العاشر،اليوم يحكي لنا عن تجربته مع التصوير الفوتوغرافي الفني,في محاولة منه للخروج من رتابة الواقع والانفلات من قيود الموضوع الذي تحدده إشكاليات المدارس الفنية،حيث يسعى في كثير من الأحيان الى اظهار فسحات الأمل وأكتشافات جديدة، ليظهر عوالم في رحلة التجريد وإعادة بناء الأفكار في فضاءات الواقع وتحديات الأفكار الجديدة، "اخترت في هذا المقال الفوتغرافي ( يقصد به مجموعة من الصور التي تروي قصة أو حكاية) موضوع أحلام الأطفال، والتي عبرنا عنها بفقاعات الصابون، التي تتميز بجمالها وبراءتها, و في نفس الوقت قصر حياتها، و انفجاراتها المدهشة بسيول الرذاذ المتناثر، وكان اختيارن للألوان الباهتة فعل مقصود، على غير عادة الالوان المستعملة في موضوع الأطفال المتميزة بالمشاكسة و الحياة و النظارة، لأن هدفنا هو التعبير عن هشاشة التمسك بالأحلام و الطموح عند الطفل" جاءت تعبيرات "سفيان" لشمال بوست في قراءته لإحدى صوره ورؤيته المختلفة في تركيبتها. سفيان أحجام مزج بين الواقع و الخيال في صوره، نظرا لإنتمائه للمسرح كفضاء الإبداع و دراسته الأكاديمية بالجامعة،مستمدا أفكاره من محيطه الشخصي. إن الخطوط أو Lines تشد المصور كثيرا في التصوير التجريدي،وتساعده في تكوين أشكال خيالية تأخذ المشاهد لمراحل مختلفة من التفكير، لكن "سفيان" يحاول في اضافته في هذا المجال الإعتماد في ابراز الواقع الخطوط المتصلة المخترقة لتكوين الصورة أو المتجهة نحو الأفق، بالرغم من واقعيتها وحضورها الواضح يحاول أن يرصد أيضا العديد من التكسرات داخل تكوين الصورة أو البناء الكلي للمشهد. أي تحكم في لعبة الأضداد بين الخطوط الحادة والتكوينات المنحنية الأخرى،ومن هذا المنطلق، يرى أن التصوير الفوتوغرافي الفني، لا يقتصر في إطاره التجريبي على توظيف الإمكانيات التقنية لآلة التصوير وخاصيتها التمثيلية فحسب، بقدر ما يحيل على بعده التشكيلي التجريدي المتمثل في الاشتغال على الخصوصيات للوسيط الفوتوغرافي، فمن جهته يبذل جهدا في الاندماج مع المحيط ، متمسكا بجرأته لكسر حاجز المألوف في التصوير الفوتوغرافي و التنقيب عن كل ما هو نوعي و مغاير. ‘لقد شاركت بهذه الأعمال في معرض جماعي بمدينة "سبتةالمحتلة" الذي دام لمدة تقارب الشهر، و بمعرض آخر بالمهرجان المتوسطي للتصوير الضوئي بمدينتي الأم شفشاون ، لتستقر أخيرا على جدران غرفتي، هذا لأني لا أقدر على التفريط ببيع أحد أعمالي، لأنها بالنسبة لي أن قيمتها المادية لا تتجاوز مصاريف الطباعة لكن قيمتها المعنوية لاثقدر بثمن، فهي نتاج عن تفكير وتخطيط لتنزيل احاسيسي على أرض الواقع" . هكذا ختم كلماته متأملا في صوره التجريدية مؤكدا على حبه للتصوير و أنانيته العفوية في إمتلاك أعماله.