تضع قدميك في إحدى أحيائها ، كأنك تريد أن تترك لنفسك فرصة الاحتفاء بها، الإحتفاء بجماليتها وعاداتها وتقاليدها التي عرفت عبر العالم، هي بوابة افريقيا عروس الشمال، المدينة التي استقبلت حضارات وثقافات وعادات، دفعت ساكنتها لتبدع وتنفتح، لتنتج منتوجات أصبحت تشتهر بها عبر العالم. فمما لا شك فيه أنه لا يمكن لأحد الحديث عن طنجيس أو طنجى أو طنجة، دون التحدث عن تلك الخالدة في عقول كل زوار مدينة طنجة، كل الأجانب الذين زارو طنجة لا يمكن لهم نسيانها، كل الأجانب الذين ينوون زيارة طنجة، أو يقرؤون عن تاريخ هذه المدينة لا يمكن لهم تجاهلها، كل عشاق طنجة من المغرب، أصبحوا يهوونها من الوهلة الأولى، كيف لا وهي المقهى التي جلس فيها العديد من مشاهير العالم أمثال : الكاتب الأمريكي بول بولز و الممثل الأمريكي الشهير شون كونري و الروائي العالمي محمد شكري، إنها إ\ن مقهى الحافة البوابة الضيقة والعتيقة التي كان ل ونستون تشرشل ذات يوم قد دخلها ليطل على مضيق جبل طارق وهو يرتشف فنجان شاي ساخن. مقهى "الحافة" ، ملتقى المشاهير والباحثين عن التأمل. لابد لعشاق المدينة و لزوارها، إن كان رساما أو شاعرا أو روائيا، أن يسأل عن مقهى الحافة الشهير، والذي ورد ذكرها في عدد كبير من أشهر الروايات العالمية. المقهى التي شيدت سنة 1921، ذو البناء البسيط والمشيد على هضبة مطلّة على مضيق جبل طارق، كراسيه وطاولاته وكؤوسه جد بسيطة لا تحمل توقيعات ماركات عالمية، مقهى تغلفه البساطة من كل جانب، وحين تجلس فيه يأخدك سحر البحر و هدوءه، ونسيم الأشجارو عليلها التي تنمو بشكل عشوائي بعيد عن كل اهتمامانساني بها. الحافة وبا محمد لا وجود للحياة في هذا المكان الذي شيدت فوق أراضيه مقهى الحافة قبل سنة 1921، أشجار ومنعرجات وعرة لا يزورها ولا يمرّ منها أحد، عدا السكارى والمشردين والسكارى، لكن مع با محمد كان ما كان. لا وجود للحياة في هذا المكان الذي شيدت فوق أراضيه مقهى الحافة قبل سنة 1921، أشجار ومنعرجات وعرة لا يزورها ولا يمرّ منها أحد، عدا السكارى و المشردين والسكارى، لكن مع با محمد كان ما كان. "با أمحمّد" إنه الرجل الأسطوري المؤسّس لهذه المقهى، عمل ودئب لشهور طويلة وبصبر "سيزيفي" تحت حرارة شمس الصيف وقسوة برد وصقيع الشتاء، ليقتلع الصخور العملاقة وبعض الأشجار والحشائش حتى حوّل ذلك المرتفع الوعر في المكان الموحش والمقفر، إلى مدرجات وحقل صغير شيّد عليه السيد "با أمحمد" مقهاه الذي سمي منذ ذلك الزمان ب"مقهى الحافة"، وهو اسم ينطبق بشكل ما على المسمّى. الحافة أول مقهى ثقافي في المغرب، وقبلة مشاهير السياسة و الأدب و الفن الحافة هي تلك المقهى المخصصة فقط في صنع و إعداد الشاي بنعناع طنجي، كمشروب أصيل في السلوك اليومي عند المغاربة منذ عقود كثيرة من الزمن، ومشروبات غازية للأجانب، بالالقول أن مقهى الحافة هي أول مقهى ثقافي عرفه المغرب، ومن زوار هذا المقهى الشهير نذكر: محمد شكري الروائي المغربي الشهير الذي ذاع صيته بروايته "الخبر الحافي"، وفي هذا المقهى كان محمد شكري يجالس الطاهر بن جلون، الروائي المغربي الشهير الذي حصد العديد من الجوائز الأدبية الفرنسية والعالمية الرفيعة وأشهرها جائزة الغونكور الفرنسية، والكاتب الأميركي الشهير بوول بولز، وهو كاتب أميركي شهير اختار الإقامة في طنجة منذ سنة 1935، وكذلك المؤلف الأميركي المعروف تينسي ويليامز، وجون جينيه. ومن المشاهير الذين احتسوا كؤوس الشاي في مقهى الحافة نذكر أيضا: أعضاء فرقة البيتلز البريطانية التي طبقت شهرتها الآفاق، ومغني الروك الأميركي الأسطورة جيمي هاندريكس، وأعضاء فرقة الرولينغ ستون الذائعة الصيت، والمخرج المسرحي العالمي صامويل بكيت، كما يذكر تاريخ هذا المقهى أسماء أخرى منها الموسيقار الأميركي ويليام بوروغ وابنة الروائي الشهير إرنست هيمنغواي، والشاعر الاسباني القتيل فريديريكو غارسيا لوركا، والروائي الإيطالي الشهير ألبيرتو مورافيا، والكاتب الاسباني الشهير والمقيم في مراكش خوان غويتيسلو، كما زاره لمرات عديدة الكاتب الشهير جاك كرواك، والذي قيل أنه كتب صفحات كثيرة من روائعه الأدبية على طاولته الأثيرة لديه في هذا المقهى. كما يعرف مقهى الحافة بأنه شهد لقاءات جمعت بين أعضاء الحركة الوطنية ومجاهديها وعلى رأسهم السياسي المغربي علال الفاسي الحافة كانت أيضا قبلة للسياسيين، إذ زارها رئيس الوزراء خلال الحرب العالمية الثانية، وينستون تشرشل ، إذ كان يأتي إليه عند الغروب للتأمل والراحة، بالإضافة إلى كوفي عنان الذي سبق له أن تقلد منصب الأمين العام للأمم المتحدة، والذي أصر في إحدى زياراته لطنجة أن يزور مقهى "الحافة" ويجلس على كراسيها المبعثرة مستمتعا بمنظر الأطلسي وهو يعانق المتوسطي بحميمية. ملتقى البركاكة والباعة أيام الإستعمار يذكر أحد رواد هذا المقهى أنه خلال السنوات التي كانت فيها طنجة منطقة دولية، و أيضا خلال أيام الإستعمار و المقاومة كانت مقهى الحافة الملاذ المفضل لجواسيس العالم، و للباعة و الخونة وتجار السلاح. الحافة اليوم أصبحت مقهى الحافة اليوم التي تقع في حيّ مرشان ويعدّ من أقدم المقاهي الشعبية في طنجة. تطلّ على نقطة التقاء البحر المتوسط بالمحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق، وعلى إسبانيا، التي تبعد 14 كم تقريبا، مقهى لشرب أكواب الشاي و اكل البيصر بزيت الزيتون، والكمّون، و مكان لتدخين الحشيش، يقول عبد المجيد: "هناك مكان مخصص لمدخني الحشيش، لكنّ ذلك لا يمنعنا من زيارة المقهى وقضاء بعض الوقت في الدراسة والاستئناس بمنظر البحر. و يؤكد حميدو، نأتي هنا من أجل تدخين الحشيش و الإستمتاع بجمالية المكان، وبتلاقح الأفكار فهو مكان أصبح قبلة للكل.